في اليوم الدولي للصداقة.. أين هم أصدقاء الشعب السوري؟

في اليوم الدولي للصداقة.. أين هم أصدقاء الشعب السوري؟
ملكية الصورة: الإنترنت
رزق العبي - تركيا

صادف يوم الجمعة 30 تموز/ يوليو، اليوم الدولي للصداقة، وهو "مبادرة تلت مقترحاً لليونسكو الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 52/13 المؤرخ في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1997".

ولعل أكثر ما لفت انتباهي في تعريف هذا اليوم، سؤال: أين هم أصدقاء الشعب السوري؟ بالتزامن مع الشعارات الفضفاضة التي تطلقها الأمم المتحدة حول هذا اليوم.

واليوم الدولي للصداقة والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت فيه إنّ الصداقة "تشكل ثقافة السلام من مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة واتجاهات تعبر عن التفاعل والتكافل الاجتماعيين وتستوحيهما على أساس من مبادئ الحرية والعدالة و الديمقراطية وجميع حقوق الإنسان والتسامح والتضامن، وتنبذ العنف، وتسعى إلى منع نشوب المنازعات عن طريق معالجة أسبابها الجذرية" لم يرى السوريون منها سوى بيانات "الشجب والتنديد".

نعم.. لقد كان للشعب السوريّ "أصدقاء" تفاءل بهم السوريون خيراً، مع بدء تغوّل النظام السوري في قتلهم وتهجيرهم واعتقالهم، ولم يكن ليخطر على بالهم أن يكتفي "الأصدقاء" من حوالي 100 دولة بالبيانات والتنديد والأمور الإغاثية، فيما كانت روسيا والصين صديقتا "النظام السوري" تستخدمان الفيتو في مجلس الأمن تارة، وتدكّ بالصواريخ والطائرات الحربية المدن والبلدات تارةً أخرى مرتكبة أبشع المجازر بحقّ السوريين.

وقبل المقارنة بين أصدقاء الشعب السوري وأصدقاء النظام، يجب التنويه إلى أنّه وبعد أشهر على بدء الثورة السورية، ظهر ما سُمِّيَ بـ "أصدقاء الشعب السوري"، وهو تحالف دولي يضم قرابة 100 دولة غربية وعربية.

وأولى أسباب ظهور فكرة التحالف كانت بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2012 للاعتراض على صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي يدينان النظام السوري، بسبب العنف ضدّ المدنيين في سوريا.

وكان تجمع "أصدقاء الشعب السوري" يرى أن رحيل بشار الأسد من الحكم مقدمة للتوصل إلى حل لـ "الأزمة السورية"، لكن روسيا والصين، عارضتا ذلك، مما جعلهما يقاطعان هذا التحالف.

وبعد سنوات طويلة من الصراع في سوريا، والتي ارتكب النظام فيها جرائم قتل بحقّ مئات الآلاف، وتهجير الملايين واعتقال مئات الآلاف أيضاً من السوريين، غاب مصطلح "أصدقاء الشعب السوري" عن الإعلام والفاعلية، فيما تحوّل ما تبقّى من الشعب السوري إما إلى لاجئ داخل وطنه يعيش في مخيمات على طول الحدود السورية التركية، أو في داخل المدن التي يسيطر عليها النظام السوري وسط أوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة، فيما يعيش ملايين السوريين في دول الجوار وأوروبا (معظمهم بحالة غير مستقرة).

بعيداً عن لغة المكاسب التي حققها أصدقاء "الأسد" مقابل دعمهم له، لكن يبدو أنهم كانوا أكثر وفاءً له، من أصدقائنا، الذين أبدعوا في تحويل ضحايانا لأرقام، يخلُصون من خلالها إلى إصدار بيانات "شجب وتنديد" وفي أصحّ الأحوال يغدقون الأموال على مشاريع تعليمية وأخرى توعوية، في حين أنّ الشعب السوري الذي قالوا إنهم أصدقاؤه كان يريد منهم غير ذلك.

كان يريد الشعب السوري، وأنا واحد منهم، أن يتوقف قتل المدنيين بالبراميل المتفجّرة، وأن ينتهي عصر الاستبداد والقمع في سوريا، وأن يرحل بشار الأسد الذي بقي لليوم يتفاخر بمحاربته للإرهاب، في حين أنّ أكثر من نصف السوريين خارج سوريا وعلى الحدود في مخيمات غير صالحة للعيش.

أصدقاء الشعب السوري الأعزاء.. في اليوم الدولي للصداقة: لو كنتم أصدقائنا فعلاً، كنّا احتفلنا معكم في هذا اليوم!.