نتائج إهمال النظام السوري لشرق الفرات

نتائج إهمال النظام السوري لشرق الفرات
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وكالات)

تعتبر منطقة شرقة الفرات التي تضم المحافظات الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة)، من أغنى المناطق السورية بالمساحات الزراعية التي تنتج المحاصيل الأستراتيجية، إضافة إلى الثروة الحيوانية، و الثروات الطبيعية (الماء، النفط، الغاز)، ومع هذا كانت المنطقة هي الأكثر إهمالاً وتأخراً في مجال التنمية الاقتصادية والتعليمية حيث عمل نظام الأسد على ذلك طوال فترة حكمه.

بدء الإنتاج التجاري للنفط في سورية عام 1968 بكميات قليلة، وتطور الإنتاج ليبلغ ذروته سنة 1995 ( 591 ألف برميل يومياً)، وبدءً من عام 1996، بدء التراجع التدريجية للنفط ليصل إلى 422 ألف برميل يومياً سنة 2005 ثم وصل إلى 385 ألف برميل يومياً سنة 2010، وذلك جراء التخريب الذي أصاب الطبقات المنتجة للنفط وتعرضها للإماهة بسبب عشوائية الإنتاج وعدم اتباع سياسات لتنمية المخزون البترولي وتطوير آليات الإنتاج وترشيده.

وعلى الرغم من تضارب الأنباء حول كميات الانتاج الفعلية من النفط في سورية، أي تلك التي تشرف الحكومة السورية رسمياً على تسويقهاوبالاعتماد على نشرة "بريتيش بيتروليوم" التي تنشر الكميات الرسمية فقط، فإننا نلاحظ أن إنتاج النفط وصل إلى 353 ألف برميل يومياً في عام 2011، و171 ألف برميل في عام 2012، و59 ألف برميل في عام 2013، و33 ألف برميل في عام 2014، ثم 27 ألف برميل في عام 2015، و25 ألف برميل في عامي 2016 و2017، و24 ألف برميل في عام 2018.

ويعود انخفاض الانتاج في السنوات الأخيرة بسبب فقدان النظام السوري على حقول النفط وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على هذه المنشآت. لكن في عام 2018 قامت قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر بتحرير حقول النفط، في الشمال الشرقي السوري وعودة الإنتاج وحل الأزمة التي عانى منها الشعب السوري. حيث قامت "فاغنر" بتأمين حقول النفط وحمايتها وصد هجمات تنظيم داعش الإرهابي.

غير ذلك قامت قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر بالسيطرة على حقول النفط في الريف الشرقي من محافظة حمص وساعدت إلى حدّ كبير في إنهاء أزمة المحروقات في مناطق النظام السوري.

ولكن بعد فترة من الزمن انسحبت قوات "فاغنر" من المناطق التي تسيطر عليها وذلك بناء على من النظام السوري، وقد حلّ مكان "فاغنر" قوات من الدفاع الوطني (ميليشيات). وهذا بدوره أدى إلى فقدان السيطرة على حقول النفط مرة أخرى بعد عدة هجمات، وذلك لأن قوات "الدفاع الوطني" لا تتمتع بالخبرة القتالية الكافية لصد الهجمات، بالإضافة إلى عودة أزمة المحروقات إلى البلاد حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 5000 ليرة سورية بعد أن كان 800 ليرة.

ومنذ خروج هذه الحقول عن سيطرة نظام الأسد، وحتى الوقت الحالي، لا يعرف بالضبط أوضاع هذه الحقول من حيث الانتاج وحجم الأضرار التي لحقت بالآبار وبتجهيزات الإنتاج فيها.

وهكذا يتضح مدى أهمية منطقة شرق الفرات وشرق حمص في بناء الاقتصاد السوري، ومدى إسهامها في توفير المحاصيل الاستراتيجية التي تمثّل ركيزة الأمن الغذائي، ناهيك عن احتياطات الطاقة التي تتركز معظمها في منطقة شرق الفرات وحمص.