"حلاوة الجبن" نشأتها ومكوناتها ومراحل تطورها

نداء بوست -سليمان سباعي- حمص 

برع أهالي محافظة حمص بصناعة "حلاوة الجبن" منذ ما يقارب الـ60 عاماً مضت، تفنن خلالها أصحاب محلات الحلويات بصناعتها من خلال إضافة مكونات جديدة بنكهات مختلفة، تاركين للمتذوقين مسألة الحكم على جودتها وطعمها الذي بات محطّ شغف بالنسبة للكثيرين. 

بدايات "حلاوة الجبن" 

وينسب أبناء حمص "حلاوة الجبن" للحاج عبد المنعم سلورة، الذي ابتكرها في العام 1965، وكانت حينها بمثابة طبق شعبي يتمّ تقديمه بعد العشاء، أو كوجبة رئيسية على الإفطار الصباحي، وذلك بسبب مكونه الرئيسي "السميد" مضافاً له السكر والقشطة، كأولى مراحل صناعتها. 

ويقول محمد سلورة صاحب محل سلورة لصناعة "حلاوة الجبن" وسط مدينة حمص لمراسل "نداء بوست": إن هذا النوع من الحلويات شهد مجموعة من التعديلات على مكوناته قبل أن يصل من مرحلته البدائية المبتكرة إلى مرحلة الحلويات الأكثر طلباً بين مختلف شرائح المجتمع. 

وأضاف أن هذه التعديلات أصابت المكون الأساسي، والذي بات يتشكل من "السميد المعجون بالحليب" والمحشي بعدد من المكونات الأخرى، كالقشطة العربية واللبي وجبنة الحلوم المخصصة لهذا الغرض، ومن ثم اشتُقت من الطبق الأساسي أنواعاً أخرى من الحلويات المشهورة، مثل "المعجوقة" والحلاوة السادة الخالية من الحشوة والتي تعتمد على السميد المطبوخ المضاف إليه ماء الزهر والسمن الحيواني مع السكر. 

ومع اتساع رقعة منتجي "حلاوة الجبن" بدأ الكثير من أصحاب المحلات بإضافة مواد جديدة تتفق مع أذواق الزبائن، كأن يتمّ تقديمها مع البوظة العربية "ضاضرما" بفصل الصيف، وإضافة الفستق الحلبي المبروش على وجه الصحن المغلف ما يزيد جمالية تلك القطع المدورة ذهبية اللون، والتي تذوب بمجرد دخولها للفم. 

وتنشأ حول "حلاوة الجبن" قصص ونقاشات مليئة بالطرافة، بين الحماصنة والجيران الحموية (أهالي محافظة حماة)، يحاول فيها كل طرف إثبات أحقية محافظته بنيل شرف ابتكار هذا النوع قبل الآخر، والذي اكتسب شهرة عالمية، الأمر الذي يبقى محل جدال بينهم.  

وصفة "حلاوة الجبن" 

ولم يبخل محمد سلورة على متابعي "نداء بوست" بمعلوماته حول طريقة تصنيع حلاوة الجبن المنزلية تاركاً وصفته لمحبي هذا النوع من الحلويات على النحو التالي:  سميد ناعم كيلو ونصف، سكر ناعم 70 غرام، وعبوة ماء 400 مل، يضاف إليها ملعقة من السمن الحيواني ويمكن استبدالها بسمنة نباتية "حسب الرغبة" مع عدد من قطرات ماء الزهر، ونحو 400 غرام من جبة حلوم الخالية من الملح "محلاة" بالإضافة للقشطة العربية.