آثار تقلبات الليرة التركية على النازحين في الشمال السوري واللاجئين في تركيا

آثار تقلبات الليرة التركية على النازحين في الشمال السوري واللاجئين في تركيا
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس - اقتصاد

اعتمدت حكومتا "الإنقاذ" و"السورية المؤقتة" العاملتان في شمال سوريا، الليرة التركية كعملة للتداول في حزيران 2020، كونها أكثر استقرارًا من الليرة السورية، إلى جانب تداول الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية الخارجية.

ويستخدم الأهالي في شمال غربي سوريا، الليرة التركية في تعاملاتهم كعملة رئيسية لشراء الاحتياجات والأعمال التجارية، وذلك نظراً لتدهور سعر صرف الليرة السورية بشكل مستمر ما أثر على الحياة الاقتصادية والمعيشية للأهالي عموماً، ودفعت السلطات في المنطقة لاتخاذ قراراً ببدء التداول بالليرة التركية بدلاً من السورية.

ومنذ بدء استخدامها في شمال غربي سوريا، كانت تعاني الليرة التركية من تأرجح في سعرها، وشهدت عدم استقرار لأسعار الصرف خلال عام 2020، إلا أن عام 2021 كان أشد وقعاً حيث شهدت الليرة التركية تراجعاً مستمراً في أسعار صرفها مقابل الدولار، حتى بلغت مستوى قياسي في ديسمبر لتصل إلى حدود 14.80 ليرة تركية لكل دولار واحد.

وبالمقابل، كان لانخفاض سعر صرف الليرة التركية، وقعه أيضاً على حياة اللاجئين السوريين في تركيا، ما أثر على ارتفاع الأسعار عموماً، وانعكس سلباً، ليؤدي إلى غلاء عام وانخفاض قدرة المواطنين الشرائية.

 

آثار انخفاض الليرة

"يوميتي لا تتجاوز 30 ليرة تركية بأحسن الأحوال.. ما بقى تكفي شي" بهذه الكلمات بدأ "مازن أبو عبد الحي" حديثه، مضيفاً أنه يعمل في مجالات متعددة كعامل مياومة (البناء، الدهان، النقل والتحميل..).

في ظل انخفاض الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، يعاني السوريون اللاجئين في تركيا والشمال السوري، من تدهور أوضاعهم المعيشية بشكلٍ كبير خلال الآونة الأخيرة.

وتابع مازن (32 عاماً) أن انخفاض الليرة التركية أثر على قدرتهم الشرائية، إذ أن الأسعار ترتفع بشكل "جنوني"، وليس بمقدور العائلات وخاصةً النازحين وقاطني المخيمات من سدّ حاجياتهم المختلفة، كدفع إيجار المنزل الذي أصبح يشكل عبئاً إضافياً على النازحين، ناهيك عن قدوم فصل الشتاء وما يتطلبه من احتياجات إضافية، بحسب وصفه.

وأضاف أنهم أصبحوا في "متاهة يومية"، إذ أن أسعار السلع تتقلب بشكل حاد، قائلاً "كل يوم سعر السلعة شكل، حتى الخبز ارتفع سعره أكثر من ضعف ونصف الضعف"/ مشيراً إلى أجور العمال ما تزال قليلة جداً مقارنة بارتفاع الأسعار الكبير، مؤكداً على أن معظم الشباب لا يجدون فرص عمل إذ أنها نادرة، نظراً لظروف الحرب والوضع الاقتصادي المتردي.

وليس اللاجئين السوريين في تركيا بأحسن حالاً، إذ أن انخفاض قيمة الليرة التركية انعكس عليهم سلباً أيضا، بحسب ما يقول عبد الرحمن (41 عاماً) المقيم في مدينة مرسين التركية.

وتابع: "الراتب لم يعد يكفي سوى لإيجار المنزل ودفع الفواتير"، إذ أنه يعمل في أحد معامل تغليف الحبوب بالقرب من المدينة (الأرز، والحمص، والفول..) ويتقاضى نحو 3300 ليرة تركية، في وقت زاد إيجار المنازل أكثر من الضعف، ناهيك عن الفواتير (الكهرباء والماء والغاز..)، دون الحديث عن الطعام وتكلفة التدفئة والفحم، ناهيك عن احتياجات الأطفال، بحسب قوله.

وأشار عبد الرحمن إلى أنه ليس كل العمال السوريون يتقاضون ذات المقدار من الأجور، إذ أن معظمهم مجبورون على العمل بأجور متدنية، نظراً لكونهم يعملون دون وجود تصاريح رسمية للعمل، وهذا ما يجعل من أجور عملهم متدنية مقارنة بالحد الأدنى للأجور المعمول به وفق القانون التركي.