حاس.. مجزرة الأقلام في ذكراها الثامنة: فصلٌ موجع من كتاب سوريا الدموي

حاس.. مجزرة الأقلام في ذكراها الثامنة: فصلٌ موجع من كتاب سوريا الدموي
مصدر الصورة: الإنترنت
مريم الإبراهيم – تفاصيل برس

السادس والعشرين من تشرين الأول 2016 " في بلدة حاس" تحولت السماء فوق تلك البلدة بالريف الجنوبي إلى كابوس مفاجئ ينذر بالدمار والموت أطفال لم ينتهِ بعد صوت ضحكاتهم في باحات المدارس، كانوا يركضون إلى العلم..إلى القلم والدفتر والحلم، ليصبح نهار بلون الدم القاتم البريئ، قتلتهم طائرات النظام.

بمدارس الشهيد كمال قلعجي، حيث تتشابك مدارس الطفولة مع منازل المدنيين، سقطت صواريخ محملة بمظلات متفجرة أطلقتها طائرات النظام السوري، حاملةً الدمار إلى هذه البقعة الهادئة، استغرق الهجوم نحو عشرين دقيقة، وكأن النظام المجرم قرر أن يصب ناره وحقده على أولئك الصغار وأحلامهم البريئة، لتجعل من الحقائب المدرسية ودفاتر الدراسة أكواماً من الرماد كانت القلوب تتسارع، والأقدام تتسابق بعيداً عن الخطر، لكن الطيران الحربي عاد ليكرر غاراته، مستهدفاً الأطفال وفرق الإسعاف.

أُطفئت أرواح بريئة قبل أن ترى النور كاملاً"39"مدنياً بينهم 18 طفلاً و7 نساء، جُردوا من الحياة بقسوة لا تحتملها الإنسانية، مشهد الأجساد الصغيرة المتناثرة، والدموع التي تجمدت على وجوه ذويهم، كانت بمثابة صرخة أخيرة لأرواحهم الطاهرة، مشاهد تُحفر في الذاكرة كأنها جراح لا تلتئم.

جاءت هذه المجزرة كواحدة من سلسلة طويلة من الهجمات على المدارس والبنية التحتية التعليمية في المناطق المحررة، مجزرة حاس استهدافت الابنية و التجمعات السكنية، كان الاستهداف مقصوداً لأبسط حقوق الإنسان في التعليم، وهجوماً على الطفولة نفسها.

عبرت منظمات حقوقية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان و"هيومن رايتس ووتش" عن استنكارها العميق لهذه الجريمة، موثقةً الحادثة بأدلة دامغة، منها صور الأقمار الصناعية التي أكدت دور الطيران الروسي والسوري في هذا الاستهداف الغاشم.

لكن تبقى الحقيقة، أن أرواح هؤلاء الأطفال لم تُمحَ من ذاكرة من عاشوا لحظات الألم تلك، وأن نداءاتهم الصامتة لا تزال تطرق بمسامعنا حتى اليوم.

"مجزرة الأقلام"... فصلٌ موجع من كتاب سوريا الدموي المستمر، وجرح غائر في قلب كل سوري حرّ يطمح للعدالة، لازال ينزف الجرح حتى الآن، بانتظار محاسبة الجُناة.