مرضى السكري في مخيمات إدلب.. حياة على حافة الأنسولين
في اليوم العالمي لمرضى السكري الذي يصادف اليوم 14 تشرين الثاني الجاري، نلقي الضوء على معاناة الطفل "سامي" البالغ من العمر 14 عاماً، والذي يعاني من مرض السكري الشبابي ويواجه صعوبات كبيرة في تأمين الأدوية اللازمة مثل الأنسولين، وذلك وسط التراجع الحاد في دعم القطاع الصحي في إدلب.
يقول" سامي": كل يوم بالنسبة لي هو معركة جديدة أحارب فيها الألم والقلق من فقدان الأدوية التي أحتاجها لأبقى على قيد الحياة، مثل الأنسولين، كنت أحصل على الأدوية من المركز الصحي القريب، لكن الدعم توقف فجأة، وأصبحت أرى الأنسولين ينقص يوماً بعد يوم، كأنه يبتعد عني ببطء، ويتركني وحيداً أمام خطر الموت.
أحياناً، أتخيل نفسي أعيش حياة مثل باقي الأطفال، لا أفكر في المرض ولا أخاف من نفاد الدواء، لكن الواقع هنا مختلف، المخيم لا يوجد فيه أدنى مقومات الرعاية الطبية، وكل يوم أشعر أن الحياة تختبرني أكثر، وتجعلني أكبر قبل الأوان، أنا أعيش على أمل ضعيف أن تتحسن الظروف، وأن أستطيع يوماً أن أجد العلاج بسهولة دون خوف وحرمان.
يعيش سامي في مخيمات الريف الإدلبي، حيث تفتقر المخيمات إلى الحد الأدنى من الرعاية الطبية، وكان يحصل على الدواء من المركز الصحي القريب، ولكن الدعم توقف عن هذا المركز مؤخراً.
حياة على حافة الأنسولين
تأثير نقص الأدوية، وخصوصاً الأنسولين، على حياة مرضى السكري في المخيمات بإدلب، خصوصاً الأطفال وقصة سامي نموذج لمعاناة مرضى السكري، كما إن واقع القطاع الصحي في إدلب، مع تراجع الدعم على الخدمات المقدمة لمرضى الأمراض المزمنة، وزيادة أعداد المصابين بناءً على الإحصائيات.
وفق تصريحات "كريم عبد الله" مدير أحد مراكز الرعاية الصحية في المنطقة، والذي أشار إلى تزايد أعداد مرضى السكري المراجعين للمركز، حيث يستقبل حوالي 50 مريضاً يومياً، وأكد أن المركز يسعى جاهداً لتلبية احتياجات المرضى من الأدوية الضرورية رغم تقلص الدعم، وأضاف عبد الله أن مرض السكري يمثل تهديداً على عدة أعضاء في الجسم، مثل العينين والقدمين والقلب، مما يستدعي اتباع المرضى حمية غذائية صارمة لتجنب المضاعفات.
من جانبها، تروي ندى يوسف، وهي أرملة وأم لطفل مصاب بالسكري، معاناتها الكبيرة مع هذا المرض، مشيرة إلى اضطرارهم لقطع مسافات طويلة للوصول إلى المراكز الصحية القريبة للحصول على العلاج. وتضيف أن طفلها، الطالب في الصف التاسع، يحتاج إلى جرعات منتظمة من الأنسولين البطيء والسريع، حيث لم تعد الأدوية الأخرى تؤثر في حالته.
كما أشارت سارة علي، وهي من سكان المخيم، إلى أن جميع سكان المخيم يعانون من قلة الأدوية في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية، مشيرة إلى أن المخيم يضم العديد من الأرامل اللواتي لا يملكن مصدر دخل، مما يجعل من الصعب عليهن تأمين الأدوية الضرورية. وعلقت قائلة: "يكون الدواء متوفراً ليوم واحد، وعشرة أيام لا."
أما أمينة مصطفى، وهي نازحة من ريف حماة، فتصف معاناتها مع مرض السكري الذي أصابها نتيجة للضغوط النفسية والحزن الذي عاشته، موضحةً أنها تعاني كثيراً في سبيل الحصول على الأدوية، وغالباً ما تجد نفسها عاجزة عن تأمينها لعدم توفر المال الكافي. وتطالب بتوفير الأدوية بشكل منتظم لسكان المخيمات الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.
تشكل هذه الشهادات صرخة استغاثة من أهالي المخيمات، للمطالبة بدعم صحي فوري وتوفير الأدوية الضرورية لعلاج مرضى السكري الذين يعانون من نقص حاد في الرعاية الصحية والدعم المادي.