حلب وإدلب في قبضة المعارضة والعين على حماة

حلب وإدلب في قبضة المعارضة والعين على حماة
مصدر الصورة: تفاصيل برس
رزق العبي عن موقع The Media Line

سيطرت فصائل المعارضة على كامل مدينة حلب السورية وكذلك كامل محافظة إدلب خلال معارك لا تزال مستمرة ضدّ قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية. فيما تشهد كلا المحافظتين قصفاً جويّاً من قبل الطيران الحربي التابع للنظام السوري وطلعات جوية متقطّعة للطيران الروسي.

وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للمعارضة أنها أحكمت السيطرة على مدينة حلب وإدلب وبعض مناطق في محافظة حماة. وقتل وأسر مئات العناصر للنظام بينهم إيرانيون.

ووصل إلى The Media Line صور ومقاطع فيديو يظهر فيها أعلام إيرانية تم العثور عليها في مقرات بريف إدلب الجنوبي وحلب، بالإضافة إلى خنادق وأنفاق تحفرها الميليشيات الإيرانية.

وقال مصدر عسكري في هيئة تحرير الشام في حديث خاص لـ The Media Line إنّ المعارك التي خاضتها قواتها والقوات المشاركة معها في المعركة المستمرة كانت ضارية وقوية، خصوصاً في ريف محافظة حماة السورية.

وأكّد المصدر (فضّل عدم ذكر اسمه) أنّ مدينة حلب أصبحت خالية من أي وجود للقوات السورية التابعة للحكومة وكذلك الميليشيات الإيرانية. بالإضافة إلى السيطرة على بلدات سراقب وكفرنبل معرة النعمان وخان شيخون وكامل قرى إدلب التي كانت تحت سيطرة النظام السوري.

بالتوازي تخوض قوات "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا معارك في ريف حلب، ضد القوات الكردية، تمكّنت من خلالها من السيطرة على مناطق واسعة أهمها مدينة تل رفعت.

ولعل الحدث الأبرز، خروج 6 مطارات للنظام السوري عن سيطرته، حيث سيطرت الفصائل على مطار حلب الدولي ومطارات منغ وتفتناز والظهور (مطارات عسكرية) بالإضافة إلى مطاري النيرب وكويرس.

مسيحيو حلب 
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 غادر مدينة حلب عشرات الآلاف من مسحيي المدينة، فيما بقي ما يزيد عن 20 ألف مسيحيّ في المدينة، كان مصيرهم محطّ اهتمام دولي في أعقاب سيطرة الفصائل على المدينة، نظراً لكون هيئة تحرير الشام المتشددة هي من دخلت مدينة حلب.

ويبدو أنّ ما جرى في المدينة هو عكس ما كان يصوّره إعلام النظام السوري حول ادعاءاته بحماية الأقليات في سوريا، حيث قالت مطرانية حلب للروم الأرثوذكس في حديث خاص لـ The Media Line إن فصائل المعارضة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام سمحت لهم باستمرار إقامة طقوسهم الدينية.

وأكّدت المطرانية أنه "جرى يوم الأحد قداس للصلاة في الكنيسة من أجل الصلاة كي يعمّ السلام في حلب وسوريا وكل العالم".

في هذا السياق، قال الكاتب والسياسي السوري أيمن عبد النور إن الفصائل أبلغت المسيحيين في حلب بأنه يمكنكم ممارسة طقوسكم بشكل اعتيادي، ولا داعي للقلق.

وأوضح أيمن عبد النور المقيم في واشنطن أنه تواصل مع المسيحيين في حلب (وهو مسيحي) أنّ الفصائل أكّدت لهم بأنها لن تمنعهم من إقامة أي طقوس دينية وكذلك احتفالات عيد الميلاد القادمة. مشيراً إلى أنّ جميع الكنائس مفتوحة وقد شهدت يوم أمس الأحد جميعها صلوات دون أي إزعاج.

كذلك جدد المتحدث في تصريح خاص لـ The Media Line أن الفصائل العسكرية المعارضة حمت الكنائس خشية افتعال مشاكل عن طريق فلول قوات النظام التي كانت في المدينة.

وطالبت الشخصيات المسيحية عبر The Media Line جميع الفصائل بعدم اقترابهم من الكنائس خشية قصفها من قبل قوات النظام السوري وروسيا، وهو ما حدث يوم أمس، عندما قصفت طائرات روسية مدرسة الأرض المقدسة الفرنسيسكانية في حلب وتسببت بحدوث أضرار جسيمة فيها.

وقد حصل The Media Line على صورة حصرية تُظهر النار وهي تشتعل في مدرسة الأرض المقدسة المسيحية في حلب.

وكانت الخارجية الإيطالية قد أدانت قصف روسيا للمدرسة، معربة عن أسفها لما يحصل، وداعية إلى عدم التعرّض لدور العبادة في المدينة.

أهالي حلب يمارسون حياتهم الطبيعية

ومنذ أن سيطرت المعارضة على حلب، بدأت الحياة تعود للمدينة، حيث وصلت كميات ضخمة من الخبز والوقود من إدلب إلى حلب، وتشرف على توزيعها منظمات محلية، وكذلك وصلت فرق من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى حلب، في حين تحمي قوات خاصة من المعارضة البنوك والمؤسسات ومختلف الأبنية الحكومية.

والقت The Media Line مع عدد من الأهالي لاستطلاع آرائهم بالوضع الحالي في حلب، وأكّدوا بأنّ المعارضة لم تتعرض لأي مدني في المدينة، على العكس تماماً فإن الكثير من التطمينات وصلتهم بأنّهم في أمان طالما التزموا بتعليمات الجهات التي تفرض السيطرة على حلب.

النظام السوري بدوره يستمر بتوجيه ضربات جوية للمناطق السكنية في إدلب وحلب المدينة، مما يتسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وتتقدم فصائل المعارضة باتجاه مدينة حماة السورية وسط سوريا، وسط معارك تقول المعارضة إنها عنيفة تدور في حماة، وأكّد في هذا الصدد قائد ميداني تابع للمعارضة أنّ المعارك في ريف إدلب ومدينة حلب كانت شبه عادية، خصوصاً وأنّ المعارضة وصلت إلى حلب وريف إدلب بدون قتال، في إشارة إلى انسحاب قوات النظام السوري من المناطق قبل تقدم المعارضة.

ويرى محللون سياسيون أنّ ما جرى أشبه برسم خرائط جديدة للسيطرة في سوريا، وبحسب وجهة نظر المحللين السياسيين السوريين المحسوبين على المعارضة فإنهم يرون بأن الموقف الأمريكي يتلخّص في دعمهم لأكراد سوريا، وأن ما يحصل يصبّ أولاً في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن معارك المعارضة تقلّص الدور الإيراني في سوريا، وكذلك تضعف النفوذ الروسي، ويرى في هذا السياق المحلل السياسي وائل الخالدي أن أمريكا تتخذ موقف جيد مما يحصل حيث أنها تمنع التدخل من طرف العراق لصالح الميليشيات الإيرانية، وهي اليوم تعطي المعارضة ضوء أخضر للتقدم خصوصا وأن حلب هي منطقة نفوذ إيراني مخيف واليوم أصحبت فاقدة للسيطرة على حلب.