حوار عقلاني يحمل رسائل طمأنة للمستقبل السوري

حوار عقلاني يحمل رسائل طمأنة للمستقبل السوري
مصدر الصورة: الإنترنت
بلال الخلف - تفاصيل برس

ظهر أحمد الشرع، المعروف بلقب "الجولاني"، في مقابلة تلفزيونية مع الصحفية الأردنية جمانة كرادشة على قناة CNN الامريكية ، حيث ألقى الضوء على جملة من القضايا الحساسة التي تشغل الرأي العام السوري والدولي. تميز الحوار بطرحه المباشر والنقاش العميق حول مسارات تحرير المناطق السورية، إدارة العمليات العسكرية، وشكل الحكم المستقبلي في سوريا.

تحرير المناطق بحلب وإدلب وحماة: عملية مدروسة بلا تهجير أو دمار

أكد الجولاني على أهمية تحرير مناطق استراتيجية في حلب وإدلب وحماة، موضحًا أن إدارة العمليات العسكرية التابعة له نجحت في تحقيق هذه الانتصارات دون تهجير المدنيين أو التسبب في دمار واسع النطاق للمدن المحررة. هذا الإنجاز، حسب تعبيره، يعد نموذجًا يمكن البناء عليه لإعادة استقرار البلاد.

رسائل طمأنة لكل الطوائف السورية

خلال اللقاء، وجه الجولاني رسائل طمأنة إلى جميع الطوائف الدينية في سوريا، مؤكدًا أن مشروع تحرير الشام يسعى إلى بناء دولة تتسع لجميع مكوناتها، بعيدًا عن النزاعات الطائفية أو الإقصاء.

البراغماتية وتطور الفكر: ليس عيبًا تصحيح الأخطاء

ردًا على تساؤلات المذيعة حول التحول الكبير الذي طرأ على شخصيته وعلى جماعة تحرير الشام، أشار الجولاني إلى أن تصحيح الأخطاء والتطوير الفكري ليس عيبًا، بل هو ضرورة للتقدم. وأكد أن التمسك بالرأي الواحد والجمود الفكري هو الخطر الحقيقي على أي مشروع سياسي أو عسكري.

التواجد الأجنبي: ضرورة قانونية أم فرض واقع؟

وحول وجود القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية والتركية، أوضح الجولاني أن هذا الوجود قد يكون مقبولًا فقط إذا تم ضمن سياق قانوني موثق، مشددًا على أن أي تواجد بعد سقوط النظام دون توافق دولي أو وطني لن يكون مبررًا.

الحكم المدني: دولة برلمانية ومؤسساتية

عن شكل الحكم المستقبلي في سوريا، أكد الجولاني أن رؤيته تتجه نحو دولة مدنية ذات مؤسسات حاكمة قوية، موضحًا أن شكل الدولة البرلماني قد يكون الخيار الأنسب لتحقيق التوازن بين السلطات وضمان التمثيل الشعبي.

تصنيف الإرهاب: "تسمية سياسية لا أكثر"

وعند الحديث عن تصنيفه وجماعته على قائمة الإرهاب الأمريكية، تساءل الجولاني عن تعريف الإرهاب نفسه. واعتبر أن هذه التسمية ذات طابع سياسي أكثر من كونها واقعية، داعيًا إلى إعادة النظر في مثل هذه التصنيفات التي تعيق الحوار الدولي.

ردود الأفعال: إشادة بالكاريزما والخطاب العقلاني

في سياق إعداد هذه المادة الصحفية، تم إجراء جولة على أروقة النقاشات العربية حول المقابلة. أشاد كثيرون بذكاء الجولاني الشديد وهدوئه ولغته السليمة والكاريزما التي أظهرها خلال اللقاء. واعتبروا أن خطابه يمثل تحولًا نوعيًا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستقبل العلاقات السورية الداخلية والخارجية.

الجولاني، من خلال هذا الحوار، قدم نفسه كسياسي براغماتي قادر على التعامل مع تعقيدات الواقع السوري، مما يفتح المجال لمزيد من النقاش حول دوره المستقبلي في صياغة ملامح سوريا الجديدة.