صحيفة: مصير الأسد قد يتوقف على الانتخابات الرئاسية الأمريكية

فوكس نيوز”: مصـ.ــ.ـير أسد قد يتوقف على الانتخابات الرئاسية الأمريكية
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وحدة الرصد)

منذ ما يقرب من 10 سنوات، ما زال بشار أسد يتمسك بالسلطة، بعد أن لقي أكثر من نصف مليون سوري مصـ.ـرعهم، وتشرد أكثر من نصف السكان، في حين أن أعداداً لا تحصى من الأشخاص أصبحوا معـ.ـاقين أو اخـ.ـتفوا أو هجـ.ـروا قسرياً، وانهار الاقتصاد إلى حد شـ.ـبه معدوم.

ومع ذلك، يبقى رأس النظام البالغ من العمر 55 عاماً متـ.ـشبثاً بحكم عائلة أسد المستمر منذ خمسة عقود بقبضة حديدية على الأمة المحطمة، لكن مستقبله السياسي وبقاء النظام يمكن أن يتوقف بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. إذ إنه من المرجح أن يتعامل كل من الرئيس ترامب ونائب الرئيس الأسبق بايدن مع سوريا ومستقبل أسد بطرق مختلفة بشكل كبير مع وضع العلاقات الإيرانية في الصدارة.

وهذا يمكن أن يحدد في نهاية المطاف نتيجة الصـ.ـراع في سوريا، وفقاً لتقرير مطول لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.

بحسب، فضل عبد الغني، الرئيس التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، يشعر الكثير من السوريين بالاعتماد على فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن ذلك سيعني المزيد من حصار إيران، الداعم الأساسي والأخطر لنظام أسد، مع انعكاس الحصار المفروض على إيران على توسعها في سوريا. بدون شك، كنا سنلاحظ انتشاراً إيرانياً أوسع بكثير من الانتشار الحالي لولا القيادة الأمريكية الحالية؛ وقد انعكس هذا أيضاً في الدعم المالي والعسكري الإيراني لنظام أسد.

على الجانب الآخر، أشار بايدن إلى أنه سيستعيد اتفاق 2014 مع إيران، والذي لعب فيه دوراً محورياً في تطويره كنائب للرئيس.

في أيلول/ سبتمبر، قال المرشح الديمقراطي، إنه سيسعى لإعادة التعامل مع طهران، محذراً من أن البلاد أصبحت أقرب إلى قنبلة نووية في عهد ترامب. ومع ذلك، لم يناقش بصراحة شبكة حروب إيران بالوكالة في دول الجوار.

يقول، ديفيد أديسنك، مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: “قد يكون لقضية إيران تأثير كبير في سيناريو يبذل فيه بايدن جهوداً لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 ويقرر التكيف مع إيران من خلال تخفيف الضغط على أسد، لكن هذا ليس بالأمر المسلم به، إذ قد يدفع بايدن بقوة أكبر ضد روسيا في حالات مثل حادث الدهس الشهر الماضي، الذي أسفر عن إصابة سبعة جنود أمريكيين”.

لكن وفقاً لأيمن عبد النور – رئيس منظمة مسيحيون سوريون من أجل السلام – فإن الشتات السوري في الولايات المتحدة لديه دعم متباين لكل من ترامب وبايدن. وقال إن عدداً من قادة الجالية المسلمة عقدوا اجتماعات مع المرشح الديمقراطي للرئاسة في أواخر يوليو ثم في أغسطس، ودعم العديد من الأمريكيين السوريين حملة بايدن.

“في البداية، شعر الكثير من السوريين بالتفاؤل. لكن في الورقة الأولى على أجندة بايدن الأمريكية العربية، لم يكن هناك أي ذكر لسوريا، ثم عادت (الحملة) وأضفت فقرة سوريا إلى أسفل. لكن بالنسبة للكثيرين”، يقول عبد النور ويضيف “لم يكن ذلك كافيا. نحن بحاجة لمزيد من التوضيح.. والبعض قلق من أنه لا يزال هناك الكثير من المحيطين ببايدن يدعمون إيران وسيعيدون العلاقات مع إيران”.

في اجتماع عُقد في 24 آب/ أغسطس بين مجموعة السوريين الأمريكيين من أجل بايدن وكبير مستشاري السياسة الخارجية لبايدن ونائب وزير الخارجية السابق، أنتوني بلينكين – وفقاً لنسخة حصلت عليها شبكة فوكس نيوز – سلط الأمريكيون السوريون الضوء على أن السبب الأكبر وراء القلق في مجتمعهم كان إيران.

وعندما سئل عما إذا كانت إدارة بايدن- ستعيد الالتزام بصفقة إيران أكد بلينكن أن الأموال التي أعيدت لإيران في صفقة عهد أوباما كانت “أموالها الخاصة، المجمدة في البنوك لتسوية الديون التاريخية بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية المختلفة”.

تابع بلينكين “لقد تغيرت المنطقة منذ عام 2016، لكن إدارة بايدن ستحاول السعي إلى اتفاق نووي آخر ضمن إطار العمل الذي يفتح فيه التعامل مع إيران قنوات لمعالجة القضايا الإقليمية الأوسع، بما في ذلك سوريا”.

وأصر على أن ثنائي بايدن – هاريس “سيستخدمان أدوات العقوبات الصارمة المتاحة لاستهداف انتهاكات إيران لحقوق الإنسان ودعم الإرهاب وبرنامج الصواريخ الباليستية”.

نعتقد أن النفوذ على إيران سيكون أفضل عندما تكون الولايات المتحدة على الطاولة وتقود مع حلفائنا، قال عبد النور، ولفت إلى أن إدارة ترامب تحاول في الأمم المتحدة لإعادة فرض حظر أسلحة تاريخي على إيران. حتى بعد أن رفضت الأمم المتحدة إعادة فرض العقوبات بالكامل، تعهد فريق ترامب بمواصلة الدفع بهذا الاتجاه.

وبعد سنوات، لا يزال أسد في القصر الرئاسي الكبير – لكنه يحدق في بلد انهار إلى حد كبير. لم يعد بإمكان أسد اللجوء إلى الحليفين العسكريين روسيا وإيران لتعزيز ميزانية إعادة الإعمار. وفقًا لتقديرات البنك الدولي، ستتطلب جهود إعادة الإعمار في سوريا التي لا تزال مشتعلة نحو 400 مليار دولار.

عند سؤاله عن فقرات كتاب بوب وودوارد الجديد “الغضب”، أكد ترامب على قناة “فوكس نيوز”، أنه كانت لديه “رصاصة” للتخلص من أسد في عام 2017 في أعقاب هجوم كيميائي آخر على شعبه داخل معقل الثوار، ولكن وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس عارض الاقتراح.

منذ ذلك الحين، واصل بشار أسد قتل مئات الآلاف واستعاد السيطرة على ما يقرب من 90٪ من الدولة الملطخة بالدماء.

في غضون ذلك، واصل البيت الأبيض في عهد ترامب فرض عقوبات صارمة على أسد، وأصدر يوم الأربعاء عقوبات جديدة طالت مسؤولين حكوميين وعسكريين وشركات مرتبطة ببشار أسد بسبب الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت طوال الصراع.

ومع ذلك، لا يزال معظم الناس في سوريا يعانون بطريقة أو بأخرى، الوجوه في كل مكان محفورة بالإرهاق. إذا لم يرحل أسد عن عمد إذا تراكمت المزيد من الجثث، فهل يمكن أن ينفذ ترامب في ولايته الثانية خطة “إخراجه”؟

وفقاً لبسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق والمؤسس المشارك ومدير العلاقات الخارجية لمنظمة الشعب يطالب بالتغيير: “لا نريد قتل أسد، فهذا لن يكون عادلاً لملايين السوريين الذين عانوا منه”. يجب أن يذهب إلى المحكمة الجنائية الدولية مع جميع أفراد أسرته ودائرته الداخلية”.

المصدر : اورينت