طبيب سوري في إسبانيا يطوّر علاجاً لـ "التهاب العضلات الليفي"

 تلفزيون سوريا طبيب سوري في إسبانيا يطوّر علاجاً لـ "التهاب العضلات الليفي"
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وكالات)

حقق الطبيب السوري فهد قسيس وشقيقه موسى، نجاحاً باهراً في إسبانيا، عقب اكتشافهما طريقة جديدة لعلاج التهاب المفاصل الليفي.

وكان الطبيبان قد وصلا إلى إسبانيا قبل أكثر نصف قرن من الزمن، بعدما ترك كلية الحقوق في جامعة دمشق، وانتقل للعيش في فالانسيا الإسبانية، ويدرس الطب هناك مع شقيقه.

تخرّج الطبيب فهد قسيس (77 عاماً) من كلية الطب واتجه إلى الجزائر بحثاً عن فرصة عمل، حيث عمل سنة واحدة هناك، وفي عام 1974 انتقل لدراسة اختصاص الجراحة العامة وجراحة العظام "أورتوبدك" في ألمانيا، بينما شقيقه موسى اختصّ في الداخلية القلبية والأشعة.

محطات في إسبانيا

بعد عودة الطبيب فهد قسيس إلى إسبانيا، عمل في مستشفى “severo Ochoa Leganes madrid”، وبقي يعمل فيها لمدّة 30 عاماً، حتّى تقاعد منها عام 2013. وخلال تلك الفترة نال الطبيب الإسباني السوري الشهرة، بعد مباشرته بطريقة جديدة لعلاج التهاب المفاصل الليفي، الّتي حمل أخوه الطبيب موسى براءة اختراعها، وعالجوا بها الكثير المرضى في إسبانيا، وفي الوطن العربي.

وبحسب ما نقل موقع "بيننا" عن الطبيب "قسيس" فإن الطريقة تعتمد على "نورال ثيرابي "Neural Therapy في المعالجة، والّتي يحدد من خلالها الطبيب نقاط الخلل في الجسم بدّقة، قبل أن يعالجها باستخدام الإبر والتخدير الموضعي الخفيف بمادة البروكائين.

وتستمر فترة العلاج في الحالات العادية، من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، على أساس علاج يومي، والكلام للطبيب فهد قسيس.

ويوضح الطبيب أنّ "العبرة في هذه الطريقة تكمن في دقة تحديد أماكن الحقن، واستخدام الإبر في المكان اللازم، وحسب حاجة كلّ جسمٍ إليها، والغاية من ذلك تكمن في تنشيط الخلايا العصبية المعطوبة، الّتي تكون في حالة سكون، وإعادتها إلى عملها الطبيعي".

البداية

ابتكر هذا العلاج الطبيب موسى، شقيق الطبيب فهد قسيس، الذي توفى بعدما علّمه طريقة العلاج، وباشر في تطبيق العلاج في إسبانيا في عيادته الخاصّة في مدريد.

وبعد  النجاح الكبير الذي حققه الطبيب "فهد" أصبح الأمر مصدر اهتمامٍ للعديد من وسائل الإعلام في أوروبا، والعالم العربي.

ويكشف الطبيب فهد أنّ السبب الذي دفع شقيقه موسى لابتكار هذا العلاج، هو إصابة طفليه بمرض الربو، وكان ممّا قاله أحدهما وبقي محفوراً في ذاكرته "لماذا أخي قادر على الضحك، وأنا غير قادر على ذلك؟".

شكّلت هذه الكلمات دافعاً للطبيب موسى، للبحث عن حل خارج الصندوق، للتعامل مع حالة ابنه المرضيّة، إلى أن تمكن من الوصول لعلاج حالة ابنه عن طريق  Neural therapy ، قبل أن يعرف أنّ هذه الطريقة كانت موجودة في ألمانيا من قبل لعلاج الآلام بشكل عام، لكنه طورها لعلاج الربو والحساسية.

وبعد وفاة شقيقه موسى، واصل الطبيب فهد قسيس، رحلة العمل والطبابة في إسبانيا، التي يعتبرها بلده الثاني، بعد عمله ومكوثه فيها قرابة نصف قرن من الزمن.

يقول: سوريا بلدي الأصلي ولها مكانة كبيرة في قلبي ما دمت على قيد الحياة، وبالمقابل إسبانيا "بلادٌ جميلة الطقس، سهلة العيش، إذا كانت موارد الرزق متوفرة".