الولايات المتحدة عادت مرة أخرى لإفشال الانتخابات الليبية

الولايات المتحدة عادت مرة أخرى لإفشال الانتخابات الليبية
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وكالات)

يستمر تواجد القوات الأجنبية الذي يُعتبر سبب الأزمة الليبية في التزايد يوماً بعد يوم مع إقتراب موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية المقررة يوم 24 ديسمبر العام الجاري. ورغم دعوات المجتمع الدولي لوقف نقل القوات الأجنبية إلى الأراضي الليبية، تستمر بعض الدول تجاهل هذه النداءات وتعمل على بناء قواعد عسكرية وجوية لها في مختلف مناطق ليبيا.

ومن بين الدول المُتجاهلة للدعوات الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تداولت مواقع التواصل الإجتماعية خبر وصول قوات أمريكية الى تمنهنت في الجنوب الليبي وبناءها لقاعدة عسكرية مجهزة بالكامل. وأرفقت الأنباء بصور من الأقمار الصناعية تُظهر بالتفصيل المباني والمرافق المنشأة حديثاً على بعد 500 متر من البوابة الرئيسية لمطار تمنهنت.

وقد هاجم رواد مواقع التواصل الإجتماعي هذا التدخل والتواجد العسكري بالتعليقات المُعادية للولايات المتحدة الأمريكية وممارساتها الدنيئة في بلدان العالم العربي والإسلامي، وشجبوا هذا الحدث المدوي ونددوا بكل من يقف وراء الأمريكان ويتبعهم في مخططاتهم الإستعمارية.

الجدير بالذكر ان قاعدة تمنهنت الجوية كانت خط مواجهة رئيسي بين حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فايز السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

تقع قاعدة تمنهنت الجوية على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال شرقي مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي، وقد أُنشئت القاعدة في عام 1984 إبان حكم نظام الزعيم الراحل معمر القذافي. وتعتبر قاعدة تمنهنت هي أهم قاعدة جوية في الجنوب الليبي وذات موقع إستراتيجي كونها تشرف على الطريق الواصل بين سبها ومناطق الجفرة التي تتوسط البلاد وتربط مناطق ومدن الجنوب بالشمال.

ويعتبر الظهور الأمريكي على الأراضي مرة أخرى أمر مُخيف ويتجاوز النطاق المحدود والتقليدي لمكافحة الإرهاب. وقد كانت المرة الاولى التي تدخل فيها الامريكان في ليبيا في عام 2018 عقب إنعقاد مؤتمر باريس حول ليبيا. حينها إجتمع قائد قوات الأفريكوم، توماس والدهاوسر مع رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة، فايز السراج، للتباحث حول إمكانية الافريكوم لتقديم الدعم اللوجستي لتامين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كان مُقرراً أن تُقام في أواخر عام 2018.

ولكن هذا التدخل كان أحد الأسباب الرئيسية في فشل إجراء الإنتخابات حينها، ويبدو أن أمريكا عادت مرة أخرى هذا العام لكي تعمل على إفشال الإنتخابات المُقرر عقدها أواخر هذا العام.

ولا أحد يعلم ماذا يخفي الأمريكان أيضاً في ليبيا والى أين سيؤول الأمور. خصوصاً مع إقتراب موعد الإنتخابات العامة المقرر إجراؤها نهاية العام الحالي، وحالة التجاذب السياسي القائم بين الفرقاء الليبيين وتصعيد جماعة الإخوان المسلمين المدعومين أمريكياً للوضع القائم في البلاد وتهديداتهم بعرقلة الإنتخابات القادمة.