"الجرنة".. طبق شعبي نقله أهالي "كفرنبل" إلى مناطق تهجيرهم

"الجرنة".. طبق شعبي نقله أهالي "كفرنبل" إلى مناطق تهجيرهم
ملكية الصورة: نداء بوست
تفاصيل برس (وحدة الرصد)

نداء بوست- أيهم الشيخ- إدلب

يجتمع عدد من الأصدقاء النازحين من مدينة "كفر نبل" مساءً بداخل حجرة دائرية في منطقة "باريشا" شمال إدلب، والتي تشتهر بطبيعتها الجبلية، حيث تكثر الأماكن الصالحة للتنزه، بعد الاتفاق مع بعضهم على تناول وليمة "الجرنة" والتي باتت تقترن بسكان "كفر نبل" بوجه خاص.

وتعتبر هذه الأكلة الشعبية من أشهى المأكولات وأبسطها، ويتم تحضيرها في غالب الأوقات في الحقول فيما تقوم بعض العائلات بتجهيزها في منازلها.

وتحتاج "الجرنة" لوجود جرن حجري منحوت من الأحجار السوداء الكبيرة، ويتفنن بصناعته مع "المطرقة" أحد النحاتين المهرة.

ويؤكد محمد السويد، وهو أحد هؤلاء الشباب، أن هذه الأكلة تتطلب بدايةً  شوي الباذنجان على منقل الشوي، ومن ثَمّ يوضع داخل الجرن ويتم هرسه بواسطة المطرقة، ويضاف فوقه الفليفلة والطماطم والبصل وزيت الزيتون الذي تشتهر به مناطق إدلب.

ويضيف السويد في حديث لـ "نداء بوست"  أنه "وبعد الانتهاء من خلط الخضار ووضع الزيت يتم أكل الجرنة مباشرة داخل الجرن دون سكبها، لأن  سكبها بحسب سكان المدينة ينقص من لذتها لذلك ينبغي لها أن تكون مكتملة العدة والطقوس، الخبز والجرن والخضار ومنقل للشوي".

وتجاوزت هذه الأكلة الشعبية نطاقها المحلي، وانتقلت إلى جميع المناطق المجاورة وغير المجاورة عن طريق دعوة أهالي كفرنبل السوريين من مدن أخرى لتذوق هذا الطبق في مناطق النزوح، ونقل وصفتها لهم.

ومن جهته يقول الحاج أبو عبد الله: إن "هذه الأكلة هي صحية تماماً فهي تصنع من الخضراوات البلدية التي تزرع في الحقول كذلك زيت الزيتون الذي تشتهر به مناطق إدلب وهي أكلة عمرها أكثر من مئتي عام في منطقتنا، وتم تناقلها بين الأجيال.

وأكد في حديث لـ"نداء بوست" أن "الجرنة تشبه المتبل أو الباطرش الحموي ولكنها ألذ بسبب دخول أنواع جديدة من الخضراوات عليها كذلك فإن تكلفتها الخفيفة وطعمها اللذيذ، كان كل ذلك سبباً في شهرتها فهي طعام الغني والفقير".

والجدير بالذكر، أن أهالي مدينة كفرنبل تعرضوا للتهجير من مدينتهم عام 2020 بعد سيطرة قوات الأسد عليها بدعم روسي، ونقلوا معهم هذه الأكلة، كجميع السوريين المهجرين إلى مناطق تهجيرهم في المخيمات والقرى السكنية.