رزق العبي لـ "الحل نت": الحديث عن عودة سوريين إلى بلادهم بسبب سوء الوضع المعيشي في تركيا غير دقيق

رزق العبي لـ "الحل نت": الحديث عن عودة سوريين إلى بلادهم بسبب سوء الوضع المعيشي في تركيا غير دقيق
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس - الحل نت

“نحن نوفر وسائل النقل ونغطي نفقات أخرى لهم في الطريق مجانا” حديث يعود لرئيس بلدية إسنيورت، كمال دنيز بوزكورت حول دعوة اللاجئين السوريين إلى مغادرة تركيا، فمنذ اليوم الذي تولى فيه منصب رئاسة البلدية وهو يتبع ذات السياسة في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين.

منذ أيام، حافلة تمتلئ بـ 34 لاجئا سوريا، انطلقت من حي إسنيورت في إسطنبول نحو الحدود التركية السورية، مقررين مغادرة تركيا بشكل نهائي.

وارتفعت أعداد اللاجئين السوريين الذين غادروا حي إسنيورت إلى أكثر من 2700 لاجئا عادوا إلى سوريا، حسب حديث رئيس البلدية.

وتبدو الأسباب التي طرحها بعض اللاجئين الذين قرروا العودة، حسب ما نقلته وسائل إعلام تركية، بعيدة عن واقع السوريين في البلاد.

ليس لدوافع اقتصادية

على عكس ما ورد في تقارير لوسائل إعلام تركية مؤخرا، يبدو أن اللاجئين السوريين لم يأتوا لتركيا أو يعودوا لسوريا لدوافع اقتصادية.

في صدد ذلك، يقول الصحفي السوري، رزق العبي لـ “الحل نت”: “بطبيعة الحال لا تعتبر عودة 34 لاجئا أو أكثر بقليل حدثا كبيرا ووسمه بالعودة الطوعية للسوريين من تركيا لشمال سوريا ولا حتى ألفي شخص قياسا بعدد السوريين المتواجدين على الأراضي التركية”.

ويضيف العبي، أن يجب النظر في ذات اليوم من عودة 34 سوريا عبر حافلة مرسلة من بلدية إسنيورت إلى عدد السوريين الذين قطعوا الحدود من شمال البلاد لتركيا، لكن بشكل عام تركيا ليست حلما للسوريين بل الهجرة بحد ذاتها والخلاص من الجحيم في سوريا هو الحلم.

ويكمل حديثه، بالنسبة للعودة الطوعية، قطعا لم يكن السوري قبل الثورة وخلال سنواتها الأولى يعاني من أية مشاكل اقتصادية متأزمة تستدعي لجوئه لتركيا، وإيهام الناس عبر الإعلام بذلك هو خديعة وظلم لأن السوري بشكل عام ترك بلده بسبب الحرب والبراميل المتفجرة والمخابرات والاعتقالات.

ويرجح العبي أن تكون البلدية قد أغرت العائدين ببعض الامتيازات فقرروا العودة ومن الممكن أن يكونوا أناس بسطاء كما أن العدد قليل جدا جدا.

ويرتبط التضييق الحاصل على السوريين اليوم باقتراب الانتخابات فيما من المستبعد أن تخلو المدن التركية قريبا من السوريين، للأسف بات اللاجئين السوريين وأنا واحد منهم ورقة ضغط متبادلة بين المعارضة والحكومة التركية، وفق العبي.

تضييق وعودة “طوعية”

ليست الدوافع الاقتصادية هي بالفعل سبب لمغادرة اللاجئين السوريين تركيا والعودة للبلاد بقدر اضطرارهم بطريقة ما للعودة بسبب التضييق المستمر الحاصل عليهم في تركيا.

هذا ما لمسه الكثير من اللاجئين خلال الأشهر الماضية حيث تصاعدت خطابات الكراهية والعنصرية بحقهم وازدادت وتيرة حالات الترحيل القسري وباتت أصغر مشكلة قد تهدد البعض بالترحيل.

في السياق، تسارعت وتيرة الإعلان عن أعداد السوريين الذين عادوا “طوعا” إلى بلادهم من قبل الحكومة التركية، حيث أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، منذ أيام، عن ارتفاع أعداد السوريين الذين عادوا لبلادهم إلى 506 ألف سوري.

واعتبارا من 1 تموز/ يوليو القادم، سيتم إغلاق 1200 حي أمام المقيمين الأجانب بما فيهم السوريين، كما ستنخفض نسبة المقيمين الأجانب في الأحياء التي سيتم إغلاقها من 25 إلى 20 بالمئة.

وكانت قد وردت العديد من الشهادات للاجئين سوريين تم إجبارهم للتوقيع على أوراق “العودة الطوعية” ضمن مراكز احتجاز الأجانب المنتشرة في عدد من الولايات التركية.

ويصل عدد اللاجئين السوريين ممن يحملون وثيقة “الكيملك” إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا، حسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة.

الوسوم