رزق العبي لـ "الحل نت": من الضروري إيجاد نوافذ إعلامية ناطقة بأغلب لغات العالم

من الضروري إيجاد نوافذ إعلامية ناطقة بأغلب لغات العالم
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس - الحل نت

تحريض متكرر وحملات عنصرية لا تتوقف مع كل حادثة تحصل وتنسب للاجئ سوري في تركيا، بينما تتسابق وسائل إعلام تركية لتغطية هذه الأحداث وإعادة نشرها، رغم أن العديد من هذه الحوادث لا علاقة لها بالسوريين في البلاد.

هذا السيناريو بات يتكرر باستمرار على صفحات مواقع العديد من وسائل الإعلام التركية، حيث رصد مراسل “الحل نت” في تركيا العديد من الحوادث التي نسبت للاجئين سوريين دون التحقق من ذلك خلال الأيام الماضية.

ويبدو أن ملف “اللاجئين السوريين في تركيا” بات مادة دسمة لوسائل إعلام تركية في ظل تنامي خطاب الكراهية والعنصرية بحقهم من قبل شخصيات تركية بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية. خلال الأيام الماضية، حصلت عدة حوادث نُسبت للاجئين سوريين منها حادثة اعتداء مدنيين على عناصر شرطة في مدينة “كهرمان مرعش” جنوب تركيا وحادثتين حصلتا في مدينة “بورصة” شمال غربي البلاد إضافة لحوادث أخرى.

السوريون فعلوها!

شائعات وادعاءات كثيرة انتشرت خلال السنوات الماضية، ويبدو أنه بات إقحام اللاجئين السوريين فيها وظيفة لدى وسائل إعلام تركية وشخصيات سياسية في تركيا.

خلال الأسبوعين الماضيين، حصلت عدة حوادث نسبت للاجئين السوريين في البلاد فيما أصدرت جهات أمنية ورسمية بيانات توضح الحقائق المتعلقة بهذه الحوادث.

ومن بين هذه الحوادث، انتشار مقطع مصور، منذ أيام، يظهر مدنيين يعتدون على عناصر الشرطة في ولاية “كهرمان مرعش” فيما ادعت وسائل إعلام تركية بأنهم سوريين، ليتم نفي ذلك من قبل “أمنيات ولاية مرعش” عبر بيان رسمي صدر، أول أمس الخميس.

ومنذ أيام، انتشر مقطع مصور يظهر شجارا حصل بين عدة أشخاص في مجمع سكني في مدينة “بورصة”، وادعت حسابات تركية على موقع “تويتر” بأن 15 سوريا هاجموا سكان المجمع، ليتبين فيما بعد أنهم ثلاثة رجال أعمال يحملون جنسيات ليست سورية.

وتتكرر الحوادث التي تنسب للاجئين السوريين، منها أيضا اعتداء مجموعة شبان أتراك على لاجئ سوري في إحدى وسائل النقل الداخلي في “بورصة” زاعمين أنه كان يصوّر الفتيات بهاتفه المحمول، إلا أن التحقيقات أكدت براءة اللاجئ السوري.

“صناعة الجدل”

خلال السنوات الماضية، تصدر ملف “اللاجئين السوريين في تركيا” عناوين وسائل الإعلام التركية إثر حصول عدة حوادث فردية، وأدت في بعضها إلى تعرض آلاف اللاجئين السوريين لاعتداءات ذات طابع عنصري.

الصحفي السوري، رزق العبي، قال خلال اتصال هاتفي لـ “الحل نت”: “لا شك أن الكثير من وسائل الإعلام التركية تساهم بشكل واضح بتأجيج خطاب الكراهية بحق السوريين، خصوصا الضخ الإعلامي للمواد التي يكون فيها اللاجئ عنصرا أساسيا وهنا أقصد المواد غير الجيدة، فعلى سبيل المثال، تسلط وسائل إعلام تركية الضوء على بعض التجاوزات الأقل من عادية والتي تحدث بأي مجتمع وبأي زمان ومكان، وتتناسى عشرات الأخبار التي تتحدث عن تفوق لاجئين سوريين أو نجاحاتهم المختلفة، وهنا يصبح التركيز واضحا ضد اللاجئين في الكم والنوع”.

العبي يكمل، بأن “ما سبق ساهم، بتوجيه الخبر وجعله محط جدل في الشارع التركي، خصوصا عندما يلعبون على الوتر القومي أو الاقتصادي”.

وحسب العبي، فإنه “منذ 11 عاما صرف ويصرف على وسائل الإعلام السورية ملايين الدولارات، ولكن للأسف نحن لم نحاول توسيع قاعدتنا الجماهيرية كوسائل إعلام، كان من الضروري إيجاد نوافذ إعلامية ناطقة بأغلب لغات العالم وخصوصا بلغات الدول التي نعيش بها كضيوف أو لاجئين أو غير ذلك”.

الجدير بالذكر أنه رغم تفنيد بعض وسائل الإعلام والجمعيات التركية ما ينشر من ادعاءات بحق اللاجئين السوريين، إلا أنها لا تزال تنشر دون انقطاع سواء على وسائل الإعلام التركية أو على منصات التواصل الاجتماعي.