اقتصاد هشّ.. أعباء إضافية على الأسرة السورية
تستمر معاناة السكّان في مناطق سيطرة النظام السوري ومختلف مناطق السيطرة في سوريا في تأمين قوت يومهم، حيث تزداد الفجوة بين ما يتقاضاه العمال أو الموظفين، وبين أسعار السلع والمنتجات، في بلد يشهد اقتصاده تراجعاً مستمراً بسبب عدّة أبرزها انخفاض قيمة الليرة السورية، مع ارتفاع مستويات التضخم، استمرار فرض وتشديد العقوبات الأوروبية والأمريكية على النظام، وحرب أوكرانيا وروسيا وكذلك الحرب في غزة ولبنان، مع انسداد أفق الحل السياسي بشكل عام.
ومع دخول فصل الشتاء وافتتاح المدارس قبل شهرين، قالت مصادر محلية في دمشق إنّ الأسرة تحتاج إلى ما لا يقلّ عن 20 مليون ليرة سوريّة لتأمين احتياجات الشتاء من وقود تدفئة وألبسة شتوية فقط. كذلك قال أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق إن "الأسرة (5 أفراد) تحتاج شهرياً إلى ما يزيد عن 7 ملايين ليرة سورية، فقط لتأمين الطعام" فقط، في حين يبلغ راتب الموظف حوالي 350 ألف ليرة سورية (5 بالمئة من النفقات الشهرية).
وترتّب على هذه الفجوة بين الراتب الشهري والنفقات، ارتفاع وُصف بـ "المخيف" في درجات الفقر، وسط انتشار لحالات التسوّل والتشرّد، وخصوصاً بين النساء والأطفال. مصحوبة تلك الحالات بانتشار الخطف والاحتيال والقتل..
ويرى خبراء في الاقتصاد أن الحروب المستمرة في محيط سوريا من غزة إلى حزب الله وكذلك حرب أوكرانيا مع روسيا، تسببت في زيادة العبء الاقتصادي على الحكومة السورية.
في هذا السياق، يرى الصحفي خلف محمد بأن الأعباء الكبيرة التي ترتّبت على الحروب التي تورط بها داعموا النظام السوري تسببت في تراجع الاقتصاد بشكل أكبر.
ويرى خلف محمد الصحفي السوري المقيم في إدلب، أن تورّط روسيا في أوكرانيا تسبب بانكفاء دعمها قليلاً لحكومة دمشق وكذلك ما يحصل في لبنان تسبب في تراجع الدعم الإيراني ما زاد الوضع سوءاً.
وأشار "البنك الدولي" في تقريرين منفصلين صدرا مؤخراً إلى أنّ "الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من 10 سنوات أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في عام 2023، وترتّب على ذلك "وفق البنك الدولي" تدهور كبير في رفاه الأسر السورية.
وقد أدى استمرار النقص في التمويل ومحدودية المساعدات الإنسانية إلى زيادة استنزاف قدرة الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية وسط ارتفاع الأسعار، وتراجع الخدمات الأساسية، وزيادة معدلات البطالة، وفق ما نشر البنك الدولي في تقريريه الذين صدرا في أيار الفائت.