ما الذي استهدفته تل أبيب في طهران خلال حملتها الجوية الأخيرة؟
قالت أكسيوس عن مسؤولين أميركيين، إن إسرائيل دمرت منشأة أبحاث أسلحة نووية نشطة في إيران في الضربات الماضية.
هذا يعني أن التشكيل الجوي المكون من 100 طائرة ما بين مقاتلة وقاذفة ومزودة بالوقود، إضافة إلى مسيرات الاستطلاع كان لها دور حاسم في تحديد نتائج تلك الضربة.
ولم يفصح المجال عن تلك المعلومات في حينها لعدم إحراج إيران في ردها على تل أبيب وبنفس التوقيت استثمار العامل الزمني لكبح جماح إيران وتخفيض قدرتها على الرد من خلال عمليات سطع جوي تحدد طبيعة الأهداف المرتبطة بعملية الرد الإيراني والتي أعتقد بأنها قد شارفت على الانتهاء من حيث التحضير اللوجستي لكن لم يتخذ القرار السياسي نظرا لأن هنالك تبعات ربما قد تطال منشآت نووية جديدة فيما لو أصرت إيران على الرد وهي غير جاهزة لتحمل تبعات الردود الإسرائيلية المستمرة بوتيرة أعلى من السابق وبتكنولوجيا صواريخ فائقة الدقة والتدمير أخرجت منظومات دفاعاتها الجوية عن الخدمة.
وأصبح مسار عمليات من بيروت إلى طهران مفتوحاً دون حواجز على الإطلاق، أي بمعنى 1700 كيلومتر منطقة العمليات الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي في ردودهم قادمة على طهران لو أصرت على الرد المباشر أو عبر الوكلاء وبناء عليه فإن الأزمة ستزداد تدريجياً داخلياً وخارجياً في إيران.
وليس بمقدور النظام الحاكم إجراء موازنة لحجم المخاطر والتهديدات التي تحيط به في حال الرد أو عدمه.
- منشأة أبحاث الأسلحة النووية التي دمرتها إسرائيل في الضربات الماضية تقع في بارشين.
ربما هذه المنشأة الأولى التي يتم الأفصاح عنها إسرائيلياً وأمريكياً لكن هنالك الكثير من المراكز البحثية المتعاونة في مجال البرنامج النووي الإيراني.
وبناء عليه أعتقد بأن هنالك الكثير من الأهداف لم تعلنها لا تل أبيب ولا واشنطن ولا طهران نظراً لأنه في حال الإعلان ستتيح المجال لطهران كي ترد وهذا ما لا ترغب به أمريكا من خلال سياسة موازنة منع تفلت خيوط اللعبة الدولية عموماً والشرق الأوسط خصوصا فواشنطن تضغط من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذريّة.
وعلى الطرف الآخر تفسح المجال للجانب الإسرائيلي وتترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لتنفيذ عمليات جويه واسعة النطاق مدعومة لوجستيا من الولايات المتحدة بشكل مباشر.
- الضربة الإسرائيلية على المنشأة النووية الإيرانية دمرت معدات لتصميم المتفجرات التي تحيط باليورانيوم في جهاز نووي.
أرى بأن الضربة استهدفت المنشآت النووية المرتبطة بتطوير أجهزة الطرد المركزي لا سيما وأن إيران لديها أزمة حقيقية ما بعد اغتيال إسرائيل الخبير النووي محسن فخري زاده في العام 2019 وذلك من خلال عمليه إنزال جوي لريبوت مزود رشاش آلي واستهداف المنشأة النووية من حيث الاختصاص في تصنيع أجهزه الطرد المركزي ليس له تبعات على من السكان المحليون المحيطون بالمنشأة النووية المستهدفة.
وبنفس التوقيت تكون تل أبيب قد حققت غاية استهداف مشغلات المشروع كمرحلة أولى لكن هذا لا يعني بأن طهران لن تحاول تجاوز تلك الأزمة.
لكن بالمقابل تل أبيب لن تسمح بأن يتم تجاوز الأزمة وستجبر على تنفيذ ضربات جوية استباقية ووقائية جديدة للنشاطات المرتبطة بالمشروع النووي الإيراني وستبحث عن وسائل ردع حقيقية تتيح لها منع وصول الصواريخ الإيرانية باتجاه المستوطنات الإسرائيليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.