لا تقذف يوسفَ يا موسى.. نصّ شعري لـ د. محمد جمال طحّان

لا تقذف يوسفَ يا موسى.. نصّ شعري لـ د. محمد جمال طحّان
مصدر الصورة: تفاصيل برس
د. محمد جمال طحان - تفاصيل برس

ما كنتُ أظنُّك يا موسى

تهوى التطبيع

وتبادلُ أوطاناً تحميك

وتبيعُ الحقَّ بغير ثمن

ما كنتُ أظنُّك يا موسى

ترمز باليوسف للشيطان

لكنَّ قصيدة "يوسف" ** أفضت :

الشاعرُ موسى يترامى في حضن الغرب

يحكي عن يوسف نسجاً

أبدعه نولُ الموساد

أَوَ ينجو موسى من الجبِّ

ليعودَ بصحبته ذئبٌ 

ويدافعَ عنه بكل قواه ؟

آهٍ … آه

يا شعراء الأقبية الرطبهْ

كفّوا عن تلفيق التّهمهْ

تصفوها كما تهواها النسوةُ

في قصر الملكه

يا من تشربُ من نبع الموسادِ تنبَّه

لم تروِ القصّةَ كاملةً

لم تبغِ الحقّ

بل تكذبُ مثل زليخه الجدَّه .

أَوَ تسألُ مَنْ يوسف هذا؟

يوسفُ طفلٌ حَمَل المِشعَل

من راحيلَ ومن يعقوبَ

ومن آرامَ ترجَّل

وتلقّى المحنه

ليشقَّ الدرب إلى الجنّه

فالمِنَّةُ كانت في المحنه

يوسفُ لا يكذبْ

وكذاك القرآن

لكنَّ التاريخ تزوّر

"لأن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها"

وزليخةُ تلك تردّت حتّى الأعماق

لا شيء يواسيها الآن

من شيطان غوايتها الأبتر
إلاّ النسيان

همّت كي تجرح همَّتَـه

فيهمّ بها زجراً

قد أعرض يوسفُ عن هذا

خوفَ الرحمن

وأخيراً

مالت أنثاه عن الغيِّ

فزليخةُ يا موسى شهدت بالحقّ

وبأنَّ اليوسفَ هذا يبرأ من دمها

إلاّك

يا شعراء العصر الآتي لا تنسوا:

إن الإسرائيليات الآن يصدِّرْنَ الإيدز

يغوين الأعراب جميعاً

ويضاجعن جميع الأغراب

ليست أسماءً رُمزت بالصُدفهْ

ليست أشعاراً لِتُعَار

ويُبَـدَّلَ فيها المغزى

كلُّ القصّةِ رغبةُ شاعر كي يطفو

فوق السطح

كسواه من الشعراء الفجّـار التجّار

ويظنُّ بأن التجديفَ على الأرضِ

يشابه تجديف البَحَّـار

لكنَّ زليخةَ حاييمَ رمتـه

بأسهم عينيها

فانهار

غاص بأرداف الخنزير لمدّهْ

حتّى أتقن فنَّ الردّهْ

كي يهدي الموسادَ عباءَتَهُ

وليخلعه البُردة

حتّى يجني ما يبغيه: اللعنةْ* 

لكنَّ اليوسفَ باقٍ

أنقى من تاجِ السلطان

والقصَّةُ لا تكذب

لا يرقى إليها النسيان

كيف تغيبُ

وقد أوردها الفرقان؟!..