المعارضة تقلب الطاولة على النظام السوري في ريف حلب
تشهد مناطق ريف حلب بسوريا تطوراً عسكرياً جديداً، حيث شنّت فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام هجوماً مباغتاً على نقاط تتمركز فيها قوات إيرانية وأخرى تابعة للنظام السوري وسيطرت عليها، بالتزامن مع حركة نزوح وسقوط قتلى وجرحى.
وفجر الأربعاء 27 تشرين الثاني بدأت الفصائل بمعارك أعلنت فيها السيطرة على قرى وبلدات في ريف حلب الغربي، والفوج العسكري 46 أحد أكبر معاقل النظام السوري.
وقالت مصادر عسكرية خاصة لـ The Media Line، إن الفصائل أسرت في هذه المعركة المستمرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ما يقارب 10 عناصر من ضمنهم عناصر روس وقتل وجرحى العشرات.
وحصلت The Media Line على فيديوهات وصور تُظهر وقوع عدد من جنود السوريين في الأسر وآخرين قالت المعارضة إنهم روس وبحوزتهم 10 طائرات مسيرة.
وأكّد مصدر عسكري تابع لفيلق الشام في حديث خاص لـ The Media Line أنّ الفصائل التي تشارك في المعركة التي تحمل اسم "ردع العدوان" هي هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، وجيش العزة والجبهة الوطنية، والفرقة 50 والشامية وفصائل أخرى.
وأوضح المصدر (فضل عدم كشف هويته ورتبته) أنّ النقاط والقرى والبلدات التي تمت السيطرة عليها في ريف حلب الغربي بلغت حوالي 25 نقطة بين عسكرية ومدنية، ومن بينها قبتان الجبل وعينجارة وأورم الصغرى والشيخ عقيل وكفربسين.
وقع خلال تلك الاشتباكات ما يزيد عن 75 عنصراً للنظام السوري قتلى، بينهم ضباط، فيما لم تُعلن الفصائل أعداد قتلاها حتى الآن، وكذلك تمكّنت الفصائل من أسر ما يزيد عن 10 عناصر. واستولت على 5 دبابات ومدرعة ومستودع صواريخ.
وعلى صعيد التقدّم العسكري، سيطرت فصائل المعارضة على "الفوج 46" الذي يعتبر من أكبر القطع العسكرية في ريف حلب الغربي. وكانت مناطق وبلدات محاذية للفوج تتعرض لقصف شبه يومي منذ سيطرة النظام عليه في شباط 2020.
وقال مصدر آخر مقرّب من الفصائل لـ The Media Line إنّ ما يزيد عن 10 ضبّاط قُتلوا في الاشتباكات المستمرة في ريف حلب الغربي، وهم العقيد خلدون أبو الفضل والرائد علي خليل والرائد علي شناعة، والنقيب حمزة حسن مكنا، والنقيب يوسف أحمد محمد، والملازم أول علي ناصر، والملازم أول صقر سلامة، والملازم محمود محمد عبدالله.
وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تُظهر أوراقاً نقدية لبنانية كانت في لباس بعض القتلى، وصوراً لزعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله، ما يدلّل على أنهم من الحزب يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري.
ولم يشهد الشمال السوري أي عمليات عسكرية كبيرة بين المعارضة والنظام منذ مارس/آذار من عام 2020، عندما توسطت روسيا وتركيا في اتفاق لوقف إطلاق النار في البلاد.
حركة نزوح
وتسببت تلك المعركة بحركة نزوح في كلّ من إدلب وريف حلب التي تسيطر عليها المعارضة، وكذلك في مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام السوري، خصوصاً مع اقتراب النيران من مدينة حلب، حيث باتت الفصائل على بعد ما يقلّ عن 10 كيلو متر عن مدينة حلب.
وقال خالد محمود، وهو مدني من حلب إنّ سكّان أحياء عديدة في حلب نزحوا إلى أماكن في عمق المدينة خوفاً من اقتراب الفصائل وبالتالي اندلاع اشتباكات في الأحياء وسقوط قتلى مدنيين.
وأشار محمود في حديث لـ The Media Line إلى أنّ هذا النزوح يأتي بالتزامن طقس بارد وأوضاع مأساوية يعيشها المدنيون في حلب.
إلى ذلك، شهدت مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق إدلب، حركة نزوح إلى مناطق أكثر أمناً داخل مناطق الشمال السوري. حيث نزح ما يزيد عن 8 آلاف و 735 عائلة من مناطق في شمال غربي سوريا، وفق ما أعلن فريق منسقو الاستجابة في شمال غرب سوريا.
ومع اشتداد المعارك في ريف حلب، قصفت قوات النظام السوري وطائرات روسية، مناطق في إدلب، كان أخطرها قصف مخيم القرى شمالي المدينة، بالقنابل العنقودية، ما تسبب بمقتل طفل وإصابة خمسة آخرين، منهم ثلاثة أطفال وامرأتان، كما أصيب شخصان بسرمين شرقيّ.
وقال مصدر في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لـ The Media Line إنّ القصف طال المنطقة الصناعية في إدلب وقميناس شرقي المدينة و وكنصفرة جنوبها وسرمدا في الريف الشمالي.
وجرى تعليق الدوام المدرسي والجامعي في إدلب، كذلك تم إلغاء بعض الفعاليات في المدينة، من مؤتمرات وغير ذلك بسبب القصف.
ويعيش في ريفي إدلب وحلب ما يزيد عن 6 ملايين مدنيّ، تحت سيطرة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وهيئة تحرير الشام، وفصائل أخرى، حيث تعتبر تلك المناطق آخر معاقل المعارضة السورية.