وائل الخالدي يكتب.. رياض حجاب .. 5 دقائق و 28 ثانية

وائل الخالدي يكتب.. رياض حجاب .. 5  دقائق و 28 ثانية
مصدر الصورة: تفاصيل برس
وائل الخالدي - المستشار السياسي في تفاصيل برس

تابعت بالأمس خطاب رئيس الوزراء السابق رياض حجاب الموجه إلى الشعب السوري .. على تلفزيون سوريا .. و بكل صدق ترددت كثيراً في كتابة تعليقي ورأي في هذا الخطاب ، إلا أنني لم أستطيع السكوت... ليس تشكيكاً بأحد وإنما غيرةً على ثورتنا و ثوارنا ..

- ( تسود بيننا حالة من التساؤل و الترقب ، الأحداث الجسام ، التقاطعات الإقليمية الدولية ، المواقف الوطنية ، الأجندات الخارجية ، شعبنا الأبي ، السلطوية في الحكم ) .. و غيرها من المفردات والمصطلحات التي لا تجدها إلا في كتابة التربية القومية الاشتراكية .. هذا الخطاب الذي لم يكن له أن يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات الشعب السوري والمرحلة التي نعيشها اليوم ..

- 5 دقائق و 28 ثانية ، لم أسمع فيها مباركة .. أو كلمة ثناء أو شكر لأخوتنا الذين ردعوا العدوان و حرروا حلب من إجرام الأسد .. إخوتنا الذين صمدوا ١٤ عام لنصل إلى ما نحن عليه اليوم من نصر وعزة و كرامة .. من فتح مبارك أعاد الحياة لثورتنا من جديد .. لإخوتنا الذين ضحوا بأرواحهم لتكون جسر عبور إلى حريتنا .. بل و لم أسمع كلمة ترحم على هذه الأرواح الطاهرة التي سقطت على ثرى سوريا ..

- 5 دقائق و 28 ثانية ، لم أسمع فيها كلمة ( الحمدالله على السلامة يا أهلنا في حلب ، في ريف إدلب ، في ريف حماه ) أهلنا الذين عاشوا ١٤ عام بين سندان نظام طاغية مجرم ومطرقة ميليشيات طائفية وإجرامية من كل أصقاع الأرض ..

- 5 دقائق و 28 ثانية ، لم أسمع فيها كلمة مناشدة أو مطالبة لمد يد العون لهذه المدينة التي ولدت من جديد .. هذه المدينة التي لا ماء ولا كهرباء ولا خبز فيها ، لولا أخوتهم الفاتحين ..

- 5 دقائق و 28 ثانية ، لم أسمع فيها كلمة دعوة لحظر جوي ، أو شحذ للهمم أو دعوة للتطوع و مؤازرة الفاتحين ، عسكرياً أو إدارياً أو خدماتياً .. أو دعوة للانشقاق عن نظام الأسد .. أو حتى تطمين للمجتمع الدولي أو الأهالي بمستقبل أفضل للمدينة و مكوناتها العرقية والدينية ونسيجها التعددي ..أو أي اعتذار عن تقصير معارضة الفنادق بحق أهالي الخنادق.

يا رفيق حجاب .. ومع كامل احترامي لك .. نحن نثق بمحبتك لسوريا و شعبها .. أكثر من الثقة التي منحها لك البعث و الأسد في تشكيل الحكومة ..

إلا أننا لم نكن ننتظر منك هذا الخطاب الكلاسيكي الذي لم يأتي لنا بجديد .....

و نحن الذين نعيش في الخارج ، لا يحق لنا التنظير على من حمل السلاح و حرر أرضنا و أعاد لنا كرامتنا واعتبارنا ، و لا يحق لنا أن نمثلهم ، لا يحق لنا أن نخطب فيهم أو نتاجر بتضحياتهم وانتصاراتهم و تضحياتهم أو نتسلق على دماءهم .. ولن نسمح لأحد أن يتاجر بهم .. و لن نسمح لمشغليهم ..

بصراحة .. أنا لا أعرف مقصد الرفيق رياض حجاب من هذا الخطاب , و لا أعرف مقصد مشغله .. هذا الخطاب الذي افتقر إلى أدنى درجات الأخلاق الثورية والإنسانية أمام ما نشهده من أحداث تاريخية مشرفة ..

و أوجه كلمتي لأخوتي الثوار على الأرض في كل محافظات سوريا ..

عاجزين عن شكركم , ونخجل من تقصيرنا ,  وإننا على ثقة وإيمان بصدق نواياكم و ولائكم المطلق لسوريا , و بعزيمتكم واصراركم على الدفاع عن كرامتنا و أرضنا وشعبنا ، وإدارة مدننا و مؤسساتنا ، و استكمال تحرير سوريا حتى آخر شبر .. من رجس هذا النظام المجرم ..

ثقتنا بكم كبيرة و أنتم أملنا .. و كرامتنا .. وفقكم الله و أيدكم بنصره ..

بوحدتنا واعتمادنا على أنفسنا .. انتصرنا .. لن نكون أجندة لأحد و ولائنا لسوريا فقط ..


مبارك لنا بأخوتنا الفاتحين .. مبارك لنا التحرير ..