النظام السوري ينقلب على رجال الأعمال بعد تخلصه من معارضيه

النظام السوري ينقلب على رجال الأعمال بعد تخلصه من معارضيه
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وحدة الرصد)

نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" الناطقة بالانكليزية والتي تتخذ من لندن مقراً لها تقريراً تحدثت فيه عن الواقع الاقتصادي في سوريا وما آلت إليه الأوضاع المعيشية في ظل حكم الأسد.

وأشارت المجلة في تقرير ترجمه عنها موقع "الحرة" إلى أن نظام الأسد أصبح يستهزئ برجال الأعمال والمزارعين الذين ساندوه في حربه ضد معارضيه الذين تخلص منهم.

وأضافت أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي وصلت إليه سوريا في ظل حكم الأسد دفع بعض النساء لغلي الأعشاب وتقديمها لأطفالهن، بعد فقدان المواد الغذائية وأن الوضع بلغ أسوأ مراحله.

وتطرقت "ذا إيكونوميست" لاستمرار ميليشيات موالية للأسد بفرض رشاوي على التجار وهو ما جعل التجار يفقدون ثقتهم بالأسد.

ويوضح التقرير أن هناك عدة أسباب من المحتمل أن تدفع بالوضع نحو الأسوأ، كفقدان موارد النفط والقمح وانتشار فايروس كورونا وعجز داعمي الأسد عن مساعدته نتيجة العقوبات المفروضة عليهم، كما أن للأزمة المالية في لبنان دور في زيادة المشكلة سوءاً.

تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة الأسد أصبحت في وضع كارثي لم يكن له مثيلاً من قبل، وهو ما دفع الكثير من الموالين والمقربين من رأس النظام يوجهون انتقادات لاذعة للنظام وحكومته.

وفرض النظام السوري حجزاً احتياطياً على أموال رجل الأعمال هاني عزوز، بتهمة التهريب والتهرب الضريبي، كما فرضت عليه غرامات مالية كبيرة.

وأصدرت وزارة المالية التابعة لحكومة النظام قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال الحلبي هاني عزوز، بعد أن فرضت غرامات مالية عليه وصلت إلى نحو 565 مليون ليرة، وبررت الوزارة قرارها ب"استيراد عزوز بضائع مهربة بلغت قيمتها نحو 186 مليون ليرة".

ومنذ عام 2003 برز هاني عزوز، وهو رجل أعمال مسيحي، ليصبح أحد أشهر الاقتصاديين في حلب، وتركزت أهم استثماراته في قطاع الورق والأخشاب، وكانت شركة "سيريا ميكا" أكبر المؤسسات التي يمتلكها، بالإضافة إلى كونه أحد المساهمين الكبار في تأسيس شركة "شام القابضة" التي كان يرأسها رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام، والذي دخل معه عزوز شريكاً في الكثير من المؤسسات البنكية والسياحية التي أسسها.

كما شغل بين عامي 2002 -2013 منصب عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب، ورئيس اتحاد المصدرين السوريين، ورئيس مجلس رجال الأعمال السوري-الروسي، لكن شهرته الشعبية جاءت بعد ترؤسه نادي الجلاء الرياضي في حلب عام 2004، لتظهر إلى العلن علاقته الشخصية مع بشار الأسد، والتي كانت قد بدأت قبل تسلم الأخير الرئاسة عام 2000، حيث التقى الاثنان للمرة الأولى في بريطانيا خلال فترة دراسة الأسد هناك.

وظلّت العلاقة بين النظام وعزوز مثالية حتى عام 2013، عندما غادر الأخير إلى لبنان مع التقدم العسكري الكبير الذي كانت تحرزه قوات المعارضة في حلب، بينما قالت بعض المصادر إن عزوز غادر البلاد غاضباً بسبب رفض النظام مساعدته في حماية معملين كبيرين يمتلكهما تعرضا للنهب والتدمير عام 2012.

وفي مقال منشور في "زمان الوصل" عن هاني عزوز جاء فيه: يقال إن بشار الأسد، عندما كان يذهب إلى حلب ويبيت فيها هو وزوجته، كان هاني كميل عزوز، أحد الأشخاص الذين يحرص على لقائهم ومجالستهم باستمرار.

ويقول مقربون من عزوز، إن هذه العلاقة تعود إلى أيام دراسة بشار الأسد في لندن، حيث التقيا عدة مرات هناك، وربطت بينهما صداقة، تطورت فيما بعد إلى أعمال مشتركة، ومزايا حصل عليها عزوز، لم تكن متاحة لغيره من رجال الأعمال الحلبيين.