محمد علي العابد.. سيرة ذاتية لأول رئيس لـ "سوريا"
عَمِدَ النظام السوري خلال حُكمِ الأسد الأب والأبن منذُ استلامهم للسطلة في سوريا، على إخفاء تاريخ سوريا السياسي عن عموم السوريين وكيف تعاقب رؤوسا سوريا في وصلهم لسدة الحكم، وعلى رغم من الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا آنذاك إلا أنها عاشت فترةً من تداول السلطة والنشاطات الحزبية والتعددية والفعاليات النقابية.
وفي هذا الملف يستعرض موقع "تفاصيل برس" أرشيف رؤساء سوريا من خلال موسوعةٍ سياسية تقدم السيرة الذاتية لكل رئيس تعاقب على حكم سوريا.
أول رئيس لسوريا
تذكر المصادر التاريخية بأن أول رئيس لسوريا كان "محمد علي العابد"
ولد العابد في دمشق سنة 1867 إذ يرجع نسبه لعشيرة الموالي العربية التي استقرت في بلاد الشام خلال حكم الدولة العباسية، تلقى تعليمه في مدارس مدارس دمشق ثم انتقل إلى بيروت لإكمال مسيرته التعليمية.
وعندما انتقلت عائلته إلى إسطنبول انتقل معها وتعلم في مدراسها، حصل على إجازةٍ في الحقوق من جامعات باريس ودرس الفقه الإسلامي والقانون الروماني
وكان العابد ميالاً للعلوم الاقتصادية، واتقن عدة لغات منها الفرنسية والفارسية إضافةً للتركية والعربية.
تدرج العابد في المناصب
عُين "محمد علي العابد" في ظل حكم الدولة العثمانية كمستشار قضائي لوزارة الخارجية العثمانية، ثم وزيراً مفوضاً للسلطنة العثمانية في واشنطن.
ليعود إلى دمشق بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ودخول الفرنسيين إلى سوريا.
ليشغل عام 1922 منصب وزيرٍ للمالية في حكومة صحبي بركات، وحقق العابد عدة إنجازات خلال توليه لوزارة المالية وكان أبرزها اتفاقية مصرف سوريا ولبنان الكبير والذي يعد حينها مصرف سوريا المركزي وإصداره العملة السورية ( الليرة) كعملةً رسمية.
صعود العابد لسدة الحكم
في الفترة بين العام 1925_ 1932 لم يمارس محمد علي العابد أيَّ نشاط سياسي يُذكر وتفرغ للأعمال الخيرية، وفي العام 1932 انتخب العابد نائباً في البرلمان عن دمشق، وفي ذات العام تولى العابد رئاسة سوريا، ليصبح أول رئيس للدولة السورية يصل لسدة الحكم عن طريق الانتخابات، في حين تذكر المصادر بأن الحكومات المتعاقبة خلال فترة حكم العابد، امتازت بالنزاهة والحياد، وهو ما مكنها من تخفيض المديونية السورية في ذلك الوقت.
ونشطت الحركات الوطنية والحركات السياسية خلال حكم العابد المطالبةِ بتوقيع اتفاق جماعي ينهي الاستعمار الفرنسي.
وفي 22 من تشرين الثاني 1935 دعا العابد لانتخابات نيابية، فازت بها الكتلة الوطنية، وفي 21 من كانون الأول أعلن محمد علي العابد استقالته، وتم انتخاب
هاشم الاتاسي رئيساً لسورياً.
غادر بعدها العابد إلى باريس وبقي فيها حتى وفاته عام 1939 ونقل جثمانه إلى دمشق ودفن فيها.