تفاصيل برس – السويداء | سنا بدر
منذ تأسيسها عام 2008، تقف جمعية “أصدقاء مرضى السرطان” في محافظة السويداء كخط دفاع إنساني في وجه معاناة مئات المرضى، وسط أزمات متلاحقة تعصف بالقطاع الصحي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
يتحدث الدكتور عدنان مقلد، مؤسس الجمعية، لـ”تفاصيل برس” عن الواقع المؤلم الذي يواجهه مرضى السرطان في المحافظة، مشيرًا إلى أن الجمعية انطلقت قبل 17 عامًا حين لاحظ فريق طبي غياب أدوية أساسية في المشفى الوطني. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الجمعية ملاذًا للمرضى، تقدم الدعم حسب الإمكانيات المتاحة.

“اليوم نتمكن من مساعدة 18 مريضًا من أصل 20، لكننا لا نستطيع تأمين العلاج للجميع”، يقول د. مقلد، مشيرًا إلى أن الحاجة تفوق قدرة الجمعية بأشواط.
نقص حاد في الإمكانيات
تنعكس الأزمة الصحية بوضوح في واقع المشافي. فمشفى البيروني في دمشق يعاني من شح كبير في الأدوية، بينما يفتقر المشفى الوطني في السويداء إلى أبسط المستلزمات مثل السيرومات والأدوية المضادة للإقياء. أما العلاج الشعاعي، فلا يتوفر سوى في دمشق، نظرًا لارتفاع كلفة الجهاز المتخصص، الذي تسعى الجمعية لتأمينه منذ سنوات.

أرقام تكشف حجم المأساة
تشير بيانات الجمعية إلى أنها تقدم الدعم حاليًا لما يقارب 1500 مريض، من أصل 7500 مصاب بالسرطان مسجلين في المحافظة. وتُقدّر تكلفة الجرعة الواحدة للعلاج بين 500 ألف و15 مليون ليرة سورية، في حين تضع الجمعية سقفًا شهريًا للمساعدة لا يتجاوز 2 مليون ليرة للمريض الواحد.
ولا تقتصر المساعدات على الأدوية فقط، بل تشمل أيضًا التحاليل الطبية، التصوير الشعاعي، الماموغرام، وصيانة باص النقل الطبي الذي تبلغ تكاليف تشغيله شهريًا نحو 20 مليون ليرة سورية.

بين عامي 2020 و2024، قدمت الجمعية خدماتها لأكثر من 2750 مريضًا، توفي منهم 460 شخصًا، فيما يواصل الباقون رحلتهم مع العلاج. وتشير الإحصائيات إلى أن امرأة من كل ثماني نساء في السويداء مصابة بسرطان الثدي.
خطوات استباقية رغم التحديات
ورغم الإمكانيات المحدودة، أنشأت الجمعية 3 لجان للكشف المبكر عن سرطان الثدي في السويداء، صلخد، وشهبا. إلا أن المحافظة لا تزال تفتقر لوجود طبيب مختص بأمراض السرطان، ما دفع الجمعية للعمل على تجهيز طابق خاص للأمراض السرطانية في المشفى الوطني.
مبادرات شبابية وأصوات ممتنة
بدافع إنساني، بادر فريق “عتيل التطوعي الشبابي” إلى دعم الجمعية بعد منشور بسيط عبر فيسبوك. وسرعان ما تحرك الفريق لوضع صناديق تبرعات في الشوارع بهدف رفع الوعي وتشجيع الناس على المساهمة.
وفي حديث لـ”تفاصيل برس”، أعرب عدد من المرضى عن امتنانهم للجمعية لما تقدمه من دعم حيوي، خصوصًا في ظل الارتفاع الجنوني لتكاليف العلاج. وأكد أحد المرضى أن الاستقبال الطيب والكلمة الحنونة من كادر الجمعية تخفف كثيرًا من الضغوط النفسية والمادية.
“ننتظر من يشد أيدينا”
واختتم الدكتور مقلد حديثه بكلمات تجسد الألم والأمل في آنٍ واحد: “نسمع الكثير من الوعود من المنظمات الدولية، لكننا لم نرَ أي تطبيق فعلي على الأرض. الأمل موجود، لكن الواقع صعب جداً… وننتظر من يشد أيدينا.”

























































































