عبد الجواد عليكو – تفاصيل برس
منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تدخلت إيران بشكل مباشر لدعم النظام السوري، وهذا التدخل كان له تأثيرات عميقة على الصراع، حيث ارتكبت الميليشيات الإيرانية مجازر وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين السوريين.
التدخل العسكري الإيراني
الوحدات العسكرية: أرسلت إيران قوات من الحرس الرئاسي الثوري الإيراني، بالإضافة إلى مستشارين عسكريين لدعم العمليات القتالية للنظام السوري.
الميليشيات المدعومة: شكلت إيران ميليشيات متعددة مثل “حزب الله” اللبناني و”فاطميون” الأفغانية و”زينبيون” الباكستانية، والتي ساهمت في القتال ضد المعارضة السورية.
الوجود العسكري: منذ عام 2012، بدأت إيران بإرسال وحدات من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، حيث تمركزت في مناطق استراتيجية مثل دمشق وحلب. كانت هذه الميليشيات مسؤولة عن تنسيق العمليات العسكرية مع ميليشيا أسد.
الميليشيات المدعومة: شكلت إيران تحالفات مع ميليشيات متعددة، منها:
– حزب الله اللبناني: لعب دوراً محورياً في المعارك الكبرى مثل معركة القصير ومعركة حلب.
– فاطميون وزينبيون: ميليشيات تتكون من مقاتلين أفغان وباكستانيين، تم تجنيدهم للقتال في صفوف ميليشيا أسد، مما يعكس استغلال إيران للجنسيات المختلفة لتعزيز قوتها العسكرية.
المجازر والجرائم – استهداف المدنيين
– قصف المناطق السكنية: استخدمت الميليشيات الإيرانية أساليب قصف عشوائي، حيث تم استهداف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين.
– استخدام الأسلحة الكيميائية: تم توثيق استخدام غازات سامة في عدة هجمات، مثل الهجوم على الغوطة الشرقية في عام 2013، حيث قُتل المئات وأصيب الآلاف.
المجازر الكبرى
– مجزرة حلب (2016): خلال حصار حلب، تعرضت المدينة لعمليات قصف مكثفة أدت إلى مقتل أكثر من 30,000 مدني. تم توثيق حالات من القتل العشوائي والتعذيب.
– مجزرة داريا (2012): بعد حصار دام لعدة أشهر، اقتحمت الميليشيات الإيرانية والسورية المدينة، حيث تم قتل العديد من المدنيين واعتقال آخرين.
الأثر الإنساني – النزوح واللجوء
– أدت العمليات العسكرية إلى نزوح الملايين من السوريين. وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يُعتبر أكثر من 6 ملايين سوري لاجئين خارج البلاد، بينما يعيش أكثر من 6 ملايين آخرين كنازحين داخلياً.
الاستجابة الدولية – التحقيقات الدولية
– دعت عدة دول ومنظمات حقوقية إلى إجراء تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات المرتكبة في سوريا، بما في ذلك تلك التي ارتكبتها القوات الإيرانية. لكن لم يتم تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
العقوبات
– فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات إيرانية ومؤسسات تدعم النظام السوري، لكن تأثير هذه العقوبات على سلوك إيران كان محدودًا.
التأثير على الصراع المستمر – تعزيز النفوذ الإيراني
– ساهم التدخل الإيراني في تعزيز نفوذ طهران في المنطقة. أصبحت سوريا نقطة انطلاق للتوسع الإيراني نحو لبنان والعراق.
دراسة حالة محددة لكل ميليشيا ودورها في سوريا
حزب الله اللبناني:
– الدور: يُعتبر حزب الله من أبرز الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، حيث لعب دوراً محورياً في دعم ميليشيا أسد.
– المشاركة العسكرية: شارك الحزب في العديد من المعارك الكبرى، مثل معركة القصير (2013) ومعركة حلب (2016). كان له دور فعال في تأمين خطوط الإمداد للنظام وتقديم الدعم اللوجستي والمشورة العسكرية.
– النتائج: ساهمت مشاركة حزب الله في تعزيز موقف ميليشيا أسد، ولكنها أدت أيضاً إلى تصاعد التوترات الطائفية وزيادة الاستقطاب بين السنة والشيعة في المنطقة.
ميليشيا فاطميون:
– الدور: تتكون هذه الميليشيا بشكل رئيسي من مقاتلين أفغان، وتم تشكيلها في عام 2014. تم تجنيد هؤلاء المقاتلين للقتال في صفوف ميليشيا أسد.
– المشاركة العسكرية: شاركت فاطميون في معارك مختلفة مثل معركة حلب ومعركة تدمر، حيث كانت تعتبر قوة رديفة لميليشيا أسد.
– النتائج: ساهمت فاطميون في تعزيز قدرة النظام على السيطرة على المناطق الاستراتيجية، لكنها أيضاً زادت من تعقيد الصراع بسبب وجود مقاتلين أجانب.
ميليشيا زينبيون:
– الدور: تشكلت هذه الميليشيا من مقاتلين باكستانيين، وغالباً ما يتم تجنيدهم من المجتمعات الشيعية في باكستان.
– المشاركة العسكرية: شاركت زينبيون في المعارك ضد المعارضة المسلحة، وبرزت بشكل خاص في معارك دمشق وحلب.
– النتائج: ساعدت هذه الميليشيا على تعزيز قوة النظام، لكنها أيضاً كانت سبباً في تفاقم الصراع الطائفي نظراً لوجود مقاتلين من خارج سوريا.
لواء أبو الفضل العباس:
– الدور: تتكون هذه الميليشيا من مقاتلين شيعة، معظمهم من العراق، وتدعم النظام السوري بشكل مباشر.
– المشاركة العسكرية: شاركت في معارك حلب ودمشق، وكانت لها دور بارز في حماية المواقع الدينية الشيعية والمراكز الحيوية للنظام.
– النتائج: ساهمت في تعزيز السيطرة على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، لكنها زادت من تعقيد الصراع وأدت إلى تصاعد التوترات الطائفية.
الحرس الثوري الإيراني:
– الدور: يعتبر الحرس الثوري الإيراني القوة الرئيسية التي تنظم وتدعم جميع الميليشيات الأخرى في سوريا.
– المشاركة العسكرية: يتولى الحرس الثوري قيادة العمليات العسكرية والتخطيط الاستراتيجي، ويقوم بتدريب الميليشيات المحلية والأجنبية.
– النتائج: عزز الحرس الثوري من نفوذ إيران في سوريا وجعلها لاعباً رئيسياً في الصراع الإقليمي، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة عدد الضحايا.
ميليشيات أخرى (مثل كتائب الإمام علي):
– الدور: تتكون هذه الميليشيات من مقاتلين عراقيين وشبكات شيعية أخرى تدعم النظام السوري.
– المشاركة العسكرية: شاركت في المعارك ضد المعارضة في مناطق مختلفة مثل دير الزور ودمشق.
– النتائج: ساهمت هذه الميليشيات في تعزيز قوة النظام، لكنها كانت أيضًا سببًا في زيادة الاستقطاب الطائفي والصراعات الداخلية.
الخلاصة
كل ميليشيا مدعومة من إيران لها دور محدد وتأثير واضح على الصراع السوري. من خلال المشاركة الفعالة في المعارك ودعم ميليشيا أسد، ساهمت هذه الجماعات في تعزيز نفوذ إيران وزيادة تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في البلاد.
إن وجود هذه الميليشيات لم يسهم فقط في دعم النظام السوري، بل أيضاً في تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة التوترات الطائفية التي قد تستمر آثارها لعقود قادمة.