ضجّت منصّات التواصل الاجتماعي بتسجيل مصوّر يظهر طفلا سوريا مسجّى على الأرض، وتبدو عليه آثار الضرب المبرح، في حادثة اعتداء جديدة على اللاجئين السوريين في مدينة كركهان التركية، فيما استمرّ الائتلاف الوطني المعارض ومقرّه تركيا، بالتزام الصمت حيال القضية.
وليل أمس الأربعاء، اعتدى شبان أتراك في مدينة كركهان على طالبين سوريين “بطريقة وحشية”، انتهت بإصابة الطالب أنس حساني بنزيف داخلي وكسر في الجمجمة، فيما أصيب مفوّض الابراهيم برضوض قوية في كافة أنحاء الجسم، وفقا لنتائج فحوصات المستشفى في المدينة.
وأدان سوريون في تركيا، ومواطنون أتراك، وآخرون من خارج تركيا، هذه الحادثة، مطالبين الدولة التركية بوضع حدّ للانتهاكات التي يتعرّض لها السوري على أراضيها، سيّما أنّ هذه الحادثة العنصرية هي الثانية خلال أسبوع في ذات المدينة.
وقال محمد العثمان وهو مدير مدرسة سابق في كركهان على صفحته الشخصية في فيسبوك: ندين هذا التصرف، ونطالب والي هاتاي بمحاسبة المتنمرين الوحوش، لأنّ هذه الحادثة هي الثانية خلال أسبوع في المدينة.
وزاد محذّرا أنّ “السكوت أو تجاوز هذه القصة سيوصلنا إلى مشاكل كبيرة قد يتفاقم بعدها الوضع بين الطرفين (سوريين وأتراك)”.
وقال طالب سوري تمكّن من النجاة هربا من أيدي المعتدين الأتراك، إنّه كان مع مجموعة طلاب خارجين لتوّهم من منزل مدرّس خصوصي، فلاحقهم شبان أتراك وتحرّشوا بهم شتماً وسباً.
وزاد الطالب الذي لا يزال حتى اللحظة في الأمنيات يقدّم شهادته للشرطة التركية، إنّه تمكّن مع الطلاب الآخرين من الهرب، فيما وقع الشابان أنس ومفوّض بين يدي الشبان الذين قالوا للطلاب: إن لم تخرجوا من بلادنا لوحدكم سنخرجكم بطريقتنا.
ووقع الهجوم في شارع النهر قرب بازار الأربعاء وسط كركهان، على بعد نحو 250 مترا من الأمنيات.
الائتلاف صامت
ولم يصدر أي تعليق من الائتلاف الوطني السوري المعارض، حيال هذه القضية، وهو ما استهجنه سوريون استذكروا تدخّل رئيسة شؤون اللاجئين في الائتلاف، أمل شيخو بشأن تركي داخلي، معربين عن صدمتهم حيال تغريدتها التي ناشدت فيها الرئيس رجب طيب أردوغان لعدم قبول استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو.
وحسبما رصد تفاصيل فإنّ شيخو لم تغرّد تعليقا على الحادثة التي وقعت ليل أمس، حتّى اللحظة، متساءلين فيما إن كانت لم تسمع مع الائتلاف عن سوريين تعرضوا لانتهاك مروّع؟.