يعتبر “أسبوع الفضاء العالمي” الذي يبدأ في 4 تشرين الأول وحتى 10 منه، أكبر فعالية سنوية متعلقة بالفضاء في العالم.
وتقول الأمم المتحدة إنّها “تبني قوى المستقبل العاملة عن طريق إلهام التلاميذ وإبراز الدعم الشعبي المشاهد لبرنامج الفضاء، وتثقيف العامة بشأن الأنشطة الفضائية، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية بمسائل الفضاء وتعليمها. وفي عام 2018، عقدت أكثر من 5000 فعالية في أكثر من 80 دولة احتفالا بالأسبوع العالمي للفضاء”.
سوريا قدّمت للعالم رائد الفضاء محمد فارس الذي توفّي قبل أشهر في تركيا، ودّفن في شمال سوريا.
في هذا المقال، نتحدث عن لقاء محمد فارس مع حافظ الأسد، لقاء بارد تَبِعه إهمال وعَزل وإقامة جبرية!.
التقى رائد الفضاء السوري الأول والأخير (حتى عام 2024) برئيس النظام السوري آنذاك حافظ الأسد لأول مرة حين قلّدَه وسام “بطل الجمهورية السورية العربية”.
ولم يُخفي رائد الفضاء في لقاء سابق، أنّ سلام الأسد الأبّ عليه كان “بارداً” مع لفت النظر إلى أنّ العادة في سوريا تُحتِّم على الرئيس تسليم هكذا وسام شخصياً.
أما عن لقاء الراحل محمد فارس بالأسد الأب، في المرة الثانية فقد كان رِفقة رائد الفضاء السعودي.
كان محمد فارس قد أسلف في لقاءات متكررة بأن حافظ الأسد انتقده لأنه قال “يا الله” لحظة إقلاعه إلى الفضاء، لأن هذه الفاتحة بالله “ضايقت روسيا” كثيراً.
رائد الفضاء العربي السوري، قال لحافظ الأسد وقتها، إنّه من البديهي أن استفتح عملي بذكر الله وقولي “يا الله” لم تُزعج الروس حسب ما عاينت حين كنتُ معهم.
هذا الردّ لم يُعجب الأسد الأبّ، وكان له دور إضافي في عزله إعلاميّاً، وكان ذلك واضحاً حين التقى حافظ الأسد برواد فضاء في قصره، دون دعوة رائد فضاء سوريا الأسد لهذا اللقاء الذي يهمه أولاً وأخيراً.
لم يكترث الراحل محمد فارس بسياسة عزله، فطلب لاحقاً من النظام السوري تأسيس معهد لعلوم الفضاء، لأنه يريد تقديم شيء لبلده وانخراطها في أبحاث الفضاء، لكن النظام رفض ذلك، وقيد حركته، وفرض عليه الإقامة الجبرية.
استثمر محمد فارس بدء الثورة السورية وأعلن وقوفه إلى جانبها ضد النظام، لافتاً في لقاءات عديدة بأنه سيبقى على موقفه حتى وفاته.