كشفت أحدث الدراسات العلمية عن حقائق مروعة حول اختراق جزيئات البلاستيك الدقيق لأجسام البشر، حيث تتراكم هذه المواد غير المرئية في الأعضاء الحيوية مع التقدم في العمر، محفزةً سلسلة من الأضرار الصحية التي بدأ العلم للتو في كشف النقاب عنها.
فبحسب منصة WellnessPulse للأبحاث الصحية، يستهلك الطفل في العاشرة من عمره ما يعادل زجاجة ماء بلاستيكية من هذه الجزيئات السامة، ليصل الرقم إلى 5.75 كغ في العشرين، ويرتفع إلى 17.2 كغ عند الستين! أما في الثمانين، فقد يصبح ما تخزنه أعضاؤك من بلاستيك مساوياً لوزن زورق صغير!
حيث تعمل جزيئات البلاستيك الدقيق – التي يقل قطرها عن 5 ملم – على إثارة سلسلة من التفاعلات الالتهابية عند ترسبها في الأنسجة. وقد رصدت الدراسات وجودها في اللويحات العصيدية في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 53% حسب بحث نشر في مجلة نيو إنغلاند الطبية.
وفي الجهاز العصبي المركزي، تظهر هذه الجسيمات قدرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، حيث تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بالخرف والأمراض التنكسية العصبية.
أما في الجهاز التناسلي الذكري، فإنها تؤثر سلباً على جودة وعدد الحيوانات المنوية، وفقاً لدراسات منشورة في مجلة لانسيت.
أسوأ ما كشفت عنه الدراسة هو تركيز البلاستيك الدقيق في الدم، حيث تجاوزت نسبته 43 ضعفاً مقارنة بالدماغ! وعندما تلتصق هذه الجزيئات بجدران الشرايين، فإنها تحولها إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار على شكل جلطات أو أزمات قلبية، كما أكدت دراسة في نيو إنغلاند الطبية.
اما عن مصادر التعرض اليومية، فتصل هذه الجسيمات إلى أجسامنا عبر ثلاث قنوات رئيسية:
– الاستنشاق: حيث تحتوي المتر المكعب من الهواء في المناطق الحضرية على ما يصل إلى 1000 جزيء بلاستيكي دقيق.
– الابتلاع: من خلال المياه المعبأة والأطعمة البحرية الملوثة.
– الامتصاص الجلدي: عبر مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
يحذر العلماء من أن التأثير التراكمي لهذه الملوثات قد يشكل أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة على مستويات السياسات العامة والبحث العلمي والوعي المجتمعي.