دمشق – تفاصيل برس
في خطوة لترسيخ مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد، أطلقت وزارة الخارجية والمغتربين مبادرة لافتة تستهدف الدبلوماسيين الذين انشقوا عن النظام السابق، داعية إياهم إلى تحديث بياناتهم بهدف “تفعيل دورهم الوطني” في مستقبل سوريا.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي على الأهمية التي توليها لدور هؤلاء الدبلوماسيين في “الوقوف إلى جانب الشعب” خلال فترة عصيبة، مع التعهد بالحفاظ على سرية معلوماتهم واستخدامها حصراً في إطار تنظيم العمل الدبلوماسي القادم.
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع إعلان الوزارة عن بدء عملية إعادة هيكلة شاملة للبعثات الدبلوماسية السورية حول العالم، والتي شملت استدعاء سفيري سوريا في موسكو والرياض، بمن فيهم بشار الجعفري، إلى دمشق. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان “تمثيل مشرف لسوريا” في المرحلة الجديدة.
أبرز الدبلوماسيين المنشقين
من بين الأسماء البارزة التي انضمت إلى صفوف المعارضة خلال الحرب الأهلية السورية:
– عبد اللطيف الدباغ: الذي كان يمثل سوريا في دولة الإمارات العربية المتحدة، اتخذ قراره التاريخي بالانشقاق في يوليو 2012 ولجأ إلى دولة قطر. وقبل انشقاقه، كانت وزارة الخارجية التابعة للنظام قد أشارت إلى أن وضعه “قيد المراجعة”، مما يعكس ربما الضغوط التي مورست عليه.
– لمياء الحريري: دبلوماسية في سفارة قبرص، انشقت في نفس الفترة، ووصفتها الخارجية بأنها “مكلفة بإدارة شؤون السفارة بالنيابة” قبل انشقاقها، وهو ما يشير إلى مسؤوليتها وثقل منصبها قبل انحيازها إلى صف الشعب.
– نواف الفارس: سفير سوريا في العراق، أعلن انشقاقه في 2012 وانتقل لاحقاً إلى قطر ليصبح رمزاً للدبلوماسيين الذين رفضوا الاستمرار في خدمة النظام.
– محمد تحسين الفقير: موظف إداري في سفارة عُمان، انتهت بعثته رسمياً قبل انشقاقه، وفقاً لبيان الوزارة .
ـ وهناك عدد من السفراء والقناصل الذين أعلنوا انحيازهم إلى مطالب الشعب السوري في وجه القمع والفساد.
وعلى صعيد آخر، برزت قضية بشار الجعفري بشكل لافت. فبعد استدعائه من منصبه كسفير لدى موسكو، خرج بتصريحات مثيرة للجدل زعم فيها أن “ممتلكاته صودرت” من قبل الحكومة الانتقالية. إلا أن مصادر رسمية نفت بشكل قاطع صدور أي قرارات قضائية أو إدارية بهذا الشأن، مؤكدة أن ادعاءاته تفتقر إلى أي أساس أو دليل ملموس.
ويُنظر إلى هذه التصريحات من قبل البعض كمحاولة من الجعفري، الذي اشتهر بدفاعه الشرس عن نظام الأسد في المحافل الدولية، لاستعادة حضوره الإعلامي بعد تراجع نفوذه. ويأتي استدعاؤه من موسكو في إطار خطة إعادة الهيكلة التي تهدف إلى وضع حد للولاءات القديمة وبناء جهاز دبلوماسي جديد يمثل سوريا المستقبل.
تعمل الوزارة حالياً على:
– تحديث بيانات 60 سفارة سورية حول العالم، مع التركيز على تقديم خدمات أفضل للمغتربين.
– تصفية رواسب النظام السابق، عبر استبدال دبلوماسيين موالين للأسد بآخرين من المنشقين أو كفاءات جديدة.
– مواكبة التحول السياسي، حيث وصفت الدعوة للمنشقين بأنها “خطوة لبناء سوريا الجديدة” بحسب المحلل العسكري أسعد الزعبي، مؤكداً على أهمية استقطاب الكفاءات الوطنية التي رفضت الظلم والقمع.
إن هذه التطورات تمثل جزءاً من مشروع أوسع يهدف إلى إصلاح شامل للمؤسسات السورية، حيث تسعى الدبلوماسية السورية إلى إعادة رسم مسارها بعد عقود طويلة من استخدامها كأداة في خدمة نظام قمعي. وتأمل الحكومة الانتقالية في أن تساهم هذه الخطوات في بناء جهاز دبلوماسي كفء ونزيه يمثل تطلعات الشعب السوري ويعمل على خدمة مصالحه في الداخل والخارج