عشر سنوات مضت منذ أن تم تأسيس الدفاع المدني السوري، ليصبح أحد أبرز المؤسسات المدنية الثورية وأكثرها نجاحاً في سوريا. هذا الصرح العظيم، الذي عرف بتفانيه في إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة السوريين وسط الحرب المستعرة، لا يزال مثالاً للبطولة والتضحية في خدمة الشعب.
الدفاع المدني السوري: مؤسسة في قلب الثورة
منذ انطلاقه عام 2014، أظهر الدفاع المدني السوري تفانياً غير مسبوق في تقديم المساعدة الإنسانية وإنقاذ المدنيين. عبر جهود متواصلة وشجاعة لا تعرف حدوداً، تصدرت فرق “الخوذ البيضاء” – كما يُطلق عليهم – الصفوف الأمامية في مواجهة الكوارث التي خلفتها الحرب، سواء في التعامل مع القصف، أو إزالة الأنقاض، أو إجلاء المصابين. هؤلاء الأبطال المتطوعون خاطروا بحياتهم في كل عملية إنقاذ، حيث أثبتوا يوماً بعد يوم أنهم العون الأهم للمدنيين المحاصرين تحت النار.
تميزت إنجازات الدفاع المدني السوري على مر السنوات بتنوعها وشمولها. فقد تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين من تحت أنقاض المنازل التي دُمرت، إضافة إلى قيامها بتقديم الإسعافات الأولية للجرحى ونقلهم إلى المراكز الطبية. كما كان للدفاع المدني دور رئيسي في توعية المجتمع حول مخاطر القصف والتعامل مع الإصابات والحرائق، فضلاً عن إطفاء الحرائق الناتجة عن الغارات الجوية والهجمات الصاروخية.
لم يقتصر دور الدفاع المدني على الجانب الميداني فقط، بل امتد ليشمل تمثيل القضية السورية على الساحة الدولية. إذ نال الدفاع المدني جوائز عالمية اعترافاً بجهوده، أبرزها جائزة “نوبل البديلة” وجائزة “الأوسكار” لأفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلم “الخوذ البيضاء”. هذه الإنجازات هي شهادة على إخلاص أفراده وتفانيهم في سبيل الإنسانية، رغم قسوة الظروف وتعرض مراكزهم للقصف المباشر.
وفي الذكرى العاشرة لتأسيس هذه المؤسسة الرائدة، نقف احتراماً لما قدمته من تضحيات وإنجازات خلال العقد الماضي. وها نحن اليوم، بكل فخر وامتنان، نشكر الدفاع المدني على كل جهد بذله في سبيل حماية الأرواح وتخفيف آلام السوريين. ونسأل الله أن تكون الخطوة القادمة هي افتتاح مكتبهم الرئيسي في دمشق المحررة، حيث ستظل أياديهم البيضاء رمزاً للأمل والحرية