بلال الخلف – تفاصيل برس
في مشهد لا يُنسى، وعلى أرضٍ اعتادت أن تكون ساحة للقرارات الكبيرة، شهدت القاعة المضيئة في منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي لحظة استثنائية. جلس الحاضرون بانتباه، بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن بصوت هادئ لكن مدوٍّ:
“سوف آمر برفع العقوبات عن سوريا لأعطيهم فرصة… وقد ناقشت هذا مع محمد بن سلمان وأردوغان.”
لحظة صمت اجتاحت القاعة، وكأن العالم توقف ليلتقط أنفاسه، ثم… انفجرت القلوب قبل الأكفّ.
ابتسامة فخر ارتسمت على وجه الأمير محمد بن سلمان، وصدره الممتلئ حماساً وكرماً غطاه براحتيه، وكأنّه يحتضن فرحاً عمّ الشام كلها. خلفه تصفيق حارّ، بينه وبين الرئيس أردوغان، اتّسعت المسافة السياسية لتضيق إنسانياً حتى كادت أن تصبح عناقاً.
يا الله… يا الله…
أي قرار هذا الذي يُصفق له الشعب قبل الدبلوماسيين؟
أي موقف هذا الذي تدمع له القلوب قبل العيون؟
لقد كانت لحظة كبرى، تجاوزت السياسة، ولامست جوهر الإنسان العربي والمسلم، الذي لا ينسى أهله مهما جار عليهم الزمن وتكالبت عليهم المصائب.
محمد بن سلمان… الأمير الشاب الذي لا يكتفي بحمل اسم المملكة، بل يحمل آمال أمة تتشظى منذ سنوات.
رجب طيب أردوغان… رجل لا تخطئ عواطفه البوصلة، يعرف أن الجرح السوري ليس سورياً فقط، بل جرح مشترك في ضمير كل من بقي فيه شيء من وفاء.
وفي لحظة التصفيق تلك، لم يكن المشهد بروتوكولياً… كان وجدانياً، كان عربياً، كان إنسانياً حتى النخاع.
السعودية تصفق… لا لمؤتمر اقتصادي، بل لبارقة أمل في ليل الشام الطويل.
تركيا تصفق… لا من أجل اتفاقية، بل لصرخة فرجٍ يسمعها ملايين المهجّرين والمظلومين.
مبروك يا أهلنا،
مبروك للشام،
مبروك لكل من آمن أن ما من ظلم يدوم،
ومبروك لهذه اللحظة النادرة التي وحّدت فيها القلوب رغم تباعد الجغرافيا.
وإننا لا نقولها مجاملة، بل من أعماق القلب:
شكراً يا محمد بن سلمان،
شكراً يا أردوغان،
وشكراً يا سعودية الخير… يا مملكة العروبة التي لا تنسى.