متابعات – تفاصيل برس
في طفرة غير مسبوقة، يقف العالم على أعتاب مرحلة جديدة في علاج السمنة بعد نجاح تطوير جيل مبتكر من الأدوية الخالية من الإبر، والتي تعد بتغيير جذري في حياة الملايين ممن يعانون من فوبيا الحقن أو الآثار الجانبية للحلول التقليدية.
وقد أظهرت أحدث الأبحاث أن أنظمة توصيل الدواء عبر الجلد (TDDS) تقدم نتائج واعدة تفوق الحقن في الامتصاص وتقليل المضاعفات. ومن أبرز هذه الابتكارات:
– هلام “تيرزيباتيد” بقيادة الدكتور نيكولاس بيريكون، خبير الأمراض الجلدية ومكافحة الشيخوخة، بالتعاون مع شركة إيلي ليلي. هذا الهلام يحاكي فعالية دواء “مونجارو” لكن بدون ألم الإبر، مع تقليل الآثار الجانبية بنسبة 40%.
– كريم “سيماغلوتايد” من تطوير شركة Skinvisible Pharmaceuticals، الذي يخترق الجلد بعمق ويطلق الدواء على مدار 6 ساعات، مما يقلل الغثيان واضطرابات المعدة المرتبطة بالحقن.
– لاصقة “هيرو باتش” من أنودين نانوتك، والتي تحتوي على مئات الإبر الدقيقة القابلة للذوبان، توصل جرعات دقيقة من الدواء دون ألم، وتعد حلاً مثالياً لمرضى الخوف من الإبر.
يتوقع الخبراء أن تشهد السنوات القليلة المقبلة نقلة نوعية في علاج السمنة، حيث ستتجاوز هذه العلاجات الحديثة مشاكل الحقن التقليدية من حيث الخوف النفسي والألم والآثار الجانبية. الدكتور بيريكون يؤكد أن هذه الطفرة العلمية ستجعل علاج السمنة أكثر سهولة وراحة لملايين المرضى حول العالم. بينما تتنافس الشركات العالمية على ريادة هذا السوق الذي قد يتجاوز قيمته 50 مليار دولار بحلول 2030.
لماذا تمثل هذه الطفرة نقلة نوعية؟
تشير البيانات إلى أن 40% من مستخدمي أدوية مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” يتوقفون عن العلاج بسبب الخوف من الحقن. هنا يأتي دور الحلول الجلدية التي تقدم:
– فعالية أعلى: امتصاص دوائي يصل إلى 20% أكثر مقارنة بالحقن، وفقاً لتجارب سريرية أولية.
– أمان محسن: تقليل مضاعفات مثل التهاب موضع الحقن أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
– راحة المرضى: إمكانية الاستخدام المنزلي دون الحاجة لزيارات طبية متكررة.
ورغم التفاؤل، يحذر خبراء الصحة العامة من تحديات مثل:
– التكلفة: قد تكون هذه العلاجات باهظة الثمن مقارنة بالحقن التقليدية، خاصة في الأسواق النامية.
– الموافقات التنظيمية: تحتاج هذه التقنيات إلى إجراءات طويلة قبل التداول التجاري، رغم توقع صدور موافقات أولية في 2026.
مع استمرار التطورات البحثية والتجارب السريرية، يبدو أن المستقبل القريب يحمل بشرى سارة لكل من يعاني من مشكلة الوزن الزائد. هذه العلاجات الجديدة لا تمثل مجرد تطور طبي فحسب، بل تعد بتحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص الذين كانوا يعانون من قيود العلاجات التقليدية. العلم مرة أخرى يثبت أنه قادر على تجاوز الحدود وإعادة الأمل حيث كان اليأس يسود