ر
شهدت مدينة إدلب ومناطق واسعة من الشمال السوري الليلة الماضية كميات هطول مطري غير مسبوقة، حيث سجلت أعلى نسبة للهطول في سوريا عند 50 ملم في مدينة إدلب، تلتها سلقين بـ49 ملم، ثم اللاذقية بـ40 ملم، وأخيراً الحسكة بـ35 ملم. هذه الأمطار الغزيرة، التي كان من المتوقع أن تكون نعمة، تحولت إلى نقمة على آلاف العائلات النازحة في المخيمات، حيث تسببت السيول الناتجة عن الهطول الغزير بأضرار جسيمة في عدد من المخيمات المنتشرة في ريف إدلب.
وأدت السيول إلى تدمير الخيام وتلف ممتلكات العائلات التي تسكن هذه المخيمات، كما تسببت بقطع العديد من الطرق المؤدية إليها، مما زاد من صعوبة الوصول إليها لتقديم المساعدات الطارئة. وتحولت الخيام إلى برك من المياه والطين، ما زاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف قاسية مع اقتراب فصل الشتاء.
وقد عبّر العديد من النازحين في هذه المخيمات عن استيائهم وحزنهم من تكرار هذه المعاناة كل عام، دون وجود حلول جذرية تحميهم من آثار الأمطار والسيول. حيث أشار أحد النازحين إلى أن “كل شتاء يعيد نفس السيناريو؛ السيول تدمر خيامنا، ونحن بلا حول ولا قوة، لا نملك مكانًا آخر نلجأ إليه”. كما أوضح بعض النازحين أن الظروف في المخيمات تزداد سوءاً بسبب عدم توفر البنية التحتية اللازمة لتصريف المياه ومنع تشكل السيول.
ورغم الجهود التي تبذلها فرق الدفاع المدني وبعض المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل، إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية بالنظر إلى حجم الكارثة ومعاناة العائلات المتضررة. ودعا العديد من الناشطين والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم العاجل وتحسين أوضاع المخيمات، بما يشمل إنشاء بنية تحتية تساهم في حماية الخيام من الفيضانات، وتوفير خيام مقاومة للمياه، وتحسين خدمات الصرف الصحي.
وتسببت أمطار غزيرة وعواصف فجر اليوم الأحد بغرق عدد من الخيام في شمال سوريا، وكذلك أضرار مادية أخرى.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري إنّ فرقها “تواصل أعمال الاستجابة لأضرار العاصفة المطرية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا، منذ ساعات فجر اليوم الأحد 3 تشرين الثاني”.
وأوضح “الدفاع المدني” أنّ الأمطار الغزيرة نتج عنها طوفان المياه وغرق عشرات المنازل والمخيمات في المنطقة وإغلاق العديد من الطرقات.
وتسببت الأمطار بطوفان المياه في أكثر من 20 منزلاً بمدينة إدلب، ومنازل في مدينة معرة مصرين، وفي قرية سد حيلا، وفي مدينة الباب شرقي حلب، وفي مدرسة بمدينة بنش بريف إدلب، وإغلاق للطرقات في سلقين وأريحا وإدلب وكفرتخاريم وعدوان، واحسم، وطريق إدلب – عرب سعيد، وطريق إدلب – المسطومة – أريحا، وطرقات منطف وسلقين ومجدليا، وطريق كفرتخاريم – أرمناز وطرقات مدينة قباسين شرقي حلب، كما تضررت مخيمات في عزمارين وعلى أطراف مدينة معرة مصرين ومخيم الحويجة بالقرب منها، وأطراف كفرتخاريم، ومخيم القاموع في أورم الجوز، ومخيمات البالعة، ومخيم شهداء اللطامنة ومخيم عمار ومخيم الأنفال في أطمة، ومخيم عدوان بسهل الروج، ومخيم غصن الزيتون في قباسين،
وأشار “الدفاع المدني” إلى أنّ فرق المنظمة “تواصل تفقد المخيمات والمناطق للاستجابة لأي طارئ، وتقديم المساعدة”
ويتوزّع النازحون في تلك ريف إدلب على ما يزيد عن 1250 مخيّماً، أغلبها مخيمات عشوائية، يتعرّض قاطنوها لصيف حار وشتاء بارد تأتي أمطاره على سقوف خِيمهم وتُمزّق عواصفه جدراناً من قماش تأويهم.