رصد – تفاصيل برس
في مشاهد متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يصدّقها العقل ولا يحتملها الضمير الإنساني، يعيش أطفال غزة كارثة إنسانية تتجسّد في صرخات الجوع، وبطون خاوية، وأجساد تذبل تحت وطأة الحصار الخانق.
ولم تعد المجاعة خطرا قادماً، بل أصبحت واقعًا يوميًا يهدد حياة آلاف الأطفال الذين يحاصرون بالموت البطيء، بينما يصم العالم أذنه ويغض الطرف عن جريمة تتكرر كل لحظة دون رادع.
توثق صور ومقاطع فيديو انتشرت عبر منصات التواصل حجم الكارثة التي يتعرّض لها الأطفال، من فقدان الوزن وتساقط الشعر، وعدم قدرتهم على المشي، بسبب المجاعة وسوء التغذية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية منذ نحو 18 شهراً.
مغردون وصفوا المشهد بأنه “مجاعة تُكتب بصمت على ملامح الطفولة في غزة، صرخة جوع تتجاوز حدود الألم، وشهادة على سياسة إبادة تمارس أمام أعين العالم”.
كتب رامي عبده عبر منصة “إكس”: “شهامة العرب وكرمهم سجايا متجذرة، تُترجم في نصرة المظلوم، وإغاثة المحتاج، وإكرام الضيف بلا منّة ولا انتظار جزاء. هنا غزة الفاضحة”.
ورأى آخرون أن “غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والعالم يكتفي بالمشاهدة. أطفال يذبلون من الجوع، وأمهات يراقبن موت أبنائهن دون أن يملكن شيئًا”.
بينما أشار الناشط تامر إلى أن الجوع أطبق على الناس حتى كاد يفنيهم، فتبدّلت هيئات الأجساد التي كان يعرفها، وذوت ملامح الوجوه حتى غدت شاحبة كالأطياف، متسائلًا “كيف هو حال المريض، والمسن، والطفل الضعيف بين صفوفهم؟!”
المكتب الإعلامي في قطاع غزة، أكد على أن أكثر من 3 آلاف و500 طفل أصبحوا قريبين من الموت جوعاً جراء استمرار منع جيش الاحتلال إدخال حليب الأطفال والمواد الغذائية منذ 64 يوما مجددا تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق.
وطالب المكتب العالم بتحرك عاجل وفوري للضغط من أجل فتح المعابر وإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل فوري ومنتظم، وإنهاء الحصار اللاإنساني، مبينا ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة تجويع الاحتلال إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن جانب آخر أعربت الأمم المتحدة اليوم الأحد، عن رفضها خطة إسرائيلية مقترحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أنها تتعارض مع المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، وقد تسهم في تفاقم الأوضاع الكارثية التي يعيشها المدنيون في القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة إن الخطة الإسرائيلية “تبدو مصممة لتعزيز السيطرة على الإمدادات الأساسية كجزء من استراتيجية ضغط عسكرية، وهو ما يُعد انتهاكا صريحا للمبادئ الإنسانية”
وأفادت مصادر مطلعة أن الخطة الإسرائيلية، ستتضمن أن تمر المساعدات من خلال نقاط تفتيش تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على أن تتم الموافقة على توزيعها لاحقاً من قبل الأمم المتحدة، وهو ما رفضته الأخيرة بشكل قاطع.
وحذرت الأمم المتحدة من أن تطبيق الخطة سيجبر المدنيين على التنقل إلى مناطق عسكرية خطرة للحصول على الحصص الغذائية، مما يعرّض حياتهم وحياة العاملين في مجال الإغاثة للخطر، فضلاً عن عدم قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن على الوصول إلى نقاط التوزيع.
ويأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أوائل شهر أذار/مارس الماضي، بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية، في ظل تحذيرات دولية من تفشي الجوع وانهيار القطاع الصحي.
ويزعم الاحتلال أن الحصار يهدف إلى الضغط على “حماس” للإفراج عن الرهائن الذين تم احتجازهم خلال معركة طوفان الأقصى السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر2023.