حلا طه _ تحقيق خاص – تفاصيل برس
بعد سنوات طويلة من الإهمال والتجاهل المتعمد، تعيش محافظة اللاذقية اليوم تحولًا لافتًا في واقعها الخدمي، مع عودة المؤسسات العامة إلى العمل بوتيرة متسارعة منذ تحرير المنطقة من قبضة النظام السابق. فرغم التحديات الكبيرة وقلة الإمكانيات، بدأت مؤشرات النهوض تظهر جليًا في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الكهرباء.
في جولة ميدانية قمنا بها إلى عدة مناطق في ريف ومدينة اللاذقية، لمسنا تحسنًا واضحًا في الخدمات، أكد عليه معظم المواطنين الذين التقينا بهم. عبّروا بإجماع عن ارتياحهم للجهود المبذولة، مشيدين بالاستجابة السريعة للأعطال وتنفيذ مشاريع كانت مؤجلة منذ سنوات.
صيانة واسعة في البسيط والحفة
في منطقة البسيط، قامت الفرق الفنية بإصلاح 16 عطلاً على خطوط التوتر المتوسط شملت عدة مراكز من بينها أبو عصام، دبسي، ومفرق بيت بدور، بالإضافة إلى 43 عطلاً على خطوط التوتر المنخفض. كما جرى زرع أعمدة بديلة، ومد شبكات جديدة بدل الأمراس المسروقة، وتنفيذ صيانة لـ18 مركز تحويل.
أما في الحفة، فتم إصلاح 27 عطلاً على خطوط التوتر المتوسط، شملت تركيب محولات جديدة ورفع استطاعات مراكز قائمة، إضافة إلى إصلاح 22 عطلاً على خطوط التوتر المنخفض. ترافقت هذه الأعمال مع عمليات مد شبكات وإعادة توزيع الأحمال في عدة قرى مثل الكرت والمزيرعة وصلنفة.
القرداحة: عودة التيار بعد انقطاع طويل
في القرداحة، وثّقنا إصلاح أكثر من 600 عطل توتر منخفض، أبرزها إعادة التيار إلى قرية القلع بعد انقطاع دام عشرة أيام، وتركيب أعمدة حديدية وخشبية، وتجهيز مخرجات كهربائية جديدة. كما تم نقل مراكز تحويل ورفع استطاعة مراكز أخرى.
في 13 نيسان، عاد التيار إلى قريتي الشقيفات الشرقية والغربية بعد انقطاع استمر قرابة شهر نتيجة العواصف، وذلك بعد إعادة تأهيل الشبكات وتركيب أبراج بديلة.
عين الشرقية وجبلة: أرقام ثقيلة وجهود متواصلة
في عين الشرقية، تم إصلاح 51 عطلاً على التوتر المتوسط ومد أمراس بدل الشبكات المسروقة بطول 500 متر، فضلًا عن إصلاح أكثر من 200 عطل توتر منخفض.
أما جبلة، فسجّلت أرقامًا لافتة: 287 عطلاً على خطوط التوتر المتوسط و709 أعطال على التوتر المنخفض. كما شملت الأعمال تبديل محولات، شد خطوط، وإعادة تأهيل أعمدة مائلة ومراكز تحويل متضررة.
العدّادات والضبوط: خطوات لتنظيم الاستهلاك
عملت مديرية المشتركين على تبديل عشرات العدادات بمختلف الأنواع، بينما نفّذت مديرية مراقبة الشبكات جولات رقابية نتج عنها تسجيل ضبوط عدة لمخالفات تتعلق بالاستجرار غير المشروع، منها ضبوط تجارية وزراعية.
مشاريع نوعية في التنفيذ والصيانة
في إطار تطوير البنية التحتية، شهدت دائرة التنفيذ أعمالًا نوعية أبرزها رفع استطاعة مراكز تحويل في حي الصليبة والغراف، وتجهيز مركز تحويل “البايكة الجديد” بمحولة استطاعة 400 ك.ف.أ، بهدف تعزيز استقرار الشبكة.
دائرة صيانة المراكز بدورها أعادت تأهيل محولات واستبدلت كابلات وقواطع، وصانت وحدات ربط في مراكز حيوية، مع تنفيذ أعمال تأريض وتجليس أعمدة في مواقع عدة.
الجهد العالي: تدخلات دقيقة في محطات استراتيجية
شملت أعمال دائرة التوتر العالي إصلاح قواطع في محطات جبلة، والسناء، والمدينة الرياضية، واستبدال محرك وآلية في المحطة الأولى، ومعالجة أعطال شاحنات كهربائية.
إنارة الشوارع.. وعودة الأمان
في 23 نيسان، نُفّذ مشروع إنارة الشارع الرئيسي المحاذي لحديقة المارتقلا بتركيب 18 جهاز إنارة LED حديث غير خاضع لبرامج التقنين، ما ساهم في تعزيز الأمان وتحسين المشهد البصري للمنطقة.
في مشهد لم تألفه اللاذقية منذ عقود، بات من الواضح أن عجلة الخدمات بدأت تدور بقوة. وبرغم الإمكانيات المحدودة والحمل الكبير، تسعى الفرق الفنية والإدارية في قطاع الكهرباء إلى ترميم ما تآكل، وبناء ما هُدم، في سباق مع الزمن لردم سنوات من الإهمال.
السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل تستمر هذه الديناميكية على المدى الطويل؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.