أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إيقاف العمل بقرار تشكيل “المفوضية الوطنية للانتخابات” والتي أعلن عنها قبل أيام وأثارت موجة كبيرة من الانتقادات.
وذكر رئيس الائتلاف الوطني “نصر الحريري” أنه ”استجابةً لمطالبات عدد من القوى الثورية والشعبية وحرصاً على وحدة الصف وعلى احترام وجهات نظر السوريين، فقد أوقفنا العمل بقرار إحداث مفوضية انتخابات”.
وأضاف “الحريري” في تغريدة على موقع “تويتر” أن “الائتلاف” سيجري المزيد من المشاورات مع القوى الثورية والسياسية للوصول إلى صيغة مناسبة حول هذا الملف.
ويوم الجمعة الماضي أعلن “الائتلاف الوطني” تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات” بهدف “تمكين قوة الثورة من المنافسة في أي انتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية مستقبلية في سوريا، وتهية الشارع لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي”.
وفي وقت سابق، أكّد رئيس الائتلاف الوطني د. نصر الحريري أنه لا يوجد انتخابات مع وجود نظام بشار الأسد، فيما كشف المعارض السوري فراس طلاس عن تنسيق يجري بين “الحريري” والروس للمشاركة في انتخابات 2021 بوجود الأسد.
وذكر “الحريري” في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من كلية الطب البشري في جامعة حلب الحرة بمدينة “أعزاز” شمال حلب، أن قرار تشكيل المفوضية لم يكن بطلب من الأمم المتحدة أو أيٍّ من الدول.
وأضاف مخاطباً الحضور: “سمعتم قبل أيام عندما أجرى الروس زيارة للنظام المجرم، وذكروا أن انتخابات 2021 ستتم، ونحن متوقعون أنها ستتم، لذلك لا بد لنا كقوى ثورة ومعارضة أن نواجه هذه الانتخابات على المستوى السياسي والدبلوماسي والقانوني حتى ننزع الشرعية عن هذا النظام”.
وتابع: “هذا العمل لا بد أن يقوم به فريق، ويجب أن يكون الفريق موجوداً خلال الفترة المتبقية لإجراء الانتخابات البالغة 6 أشهر، لكي يعمل على نزع الشرعية عن نظام بشار الأسد”.
وتساءل “الحريري” بالقول: “لماذا لا نفكر نحن أصحاب الشرعية بأن نجري انتخابات في المناطق المحررة حتى نقول للعالم كله، إن بشار الأسد المجرم ليس هو من يملك الأحقية للحديث باسم الشعب السوري الذي قتله، ونعمل من خلال هذه الانتخابات على رفع شرعية الشعب السوري، حتى نسقط شرعية النظام في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباقي المنابر الدولية”، حسب وصفه.
المعارض ورجل الأعمال السوري فراس طلاس، قال في منشور عبر حسابه في فيسبوك: بلغني من صديق روسي مطلع ان السيد نصر الحريري ينسق مع الروس ليكون مرشحاً منافساً لبشار الاسد في انتخابات ال ٢٠٢١ وهذه الهيئة لدعم ترشيحه.
وبخصوص قرار تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات”، جاء في نصّ القرار الصادر عن الائتلاف، أن “الهدف من إنشاء المفوضية هو تمكين قوى الثورة والمعارضة من المنافسة في أية انتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية، من خلال ممثلهم الشرعي، وتهيئة السوريين لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي”.
وحدد بيان القرار الصادر مهام المفوضية بوضع الخطط والاستراتيجيات وتنفيذها والتجهيز للمشاركة بالاستحقاقات، ومنها الاستفتاء على مشروع الدستور، ونشر الوعي بأهمية المشاركة.
وشملت مهام المفوضية كذلك بحسب البيان، تعزيز مبدأ المشاركة الفاعلة عبر الترشح والانتخاب، وتعزيز شرعية القوى الثورية وإيجاد الآلية لتوسيع مشاركة السوريين بالاستحقاقات في الداخل والخارج.
وأشار البيان أن التعاون والتنسيق مع القوى الاجتماعية المدنية والسياسية في الداخل السوري وأماكن سيطرة النظام وفي بلاد المهجر عبر كل الطرق هو أحد مهام المفوضية المنشأة.
وذكر أن آلية عمل المفوضية ستكون عبر تدريب كادر فني متفرغ وفرق عمل في الداخل وبلاد اللجوء التي تضم أكبر عدد من السوريين، وإجراء المحاضرات والندوات في أماكن وجود السوريين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن آلية العمل ستكون كذلك عبر تصميم الإعلانات والتسجيلات المرئية ونشرها بين كافة فئات الشعب، ودعم الكيانات التي تضم الثائرين في بلاد اللجوء لتتمكن من دعم عمل الائتلاف في ملف الانتخابات وتمكنه من تمثيل الشعب.