أثارت زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي ورئيس لجنة القوات المسلحة الأميركية كوري ميلز إلى دمشق ولقاؤه مع الرئيس السوري أحمد الشرع، اهتمامًا كبيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصةً مع تصريحاته التي أدلى بها لـ”سكاي نيوز”.
وقال ميلز، أنه ناقش مع الرئيس السوري أحمد الشرع، ملف العقوبات المفروضة على دمشق، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تتخلى عن مصالحها في المنطقة، وأن الأمن والاستقرار في سوريا “مصلحة أمريكية”.
كما دعا إلى دمج كافة الفصائل المسلحة ضمن الجيش السوري, بما يشمل الجماعات المعارضة المدعومة سابقاً من الولايات المتحدة.
ووصف اللقاء مع “الشرع في دمشق” بأنه “إيجابي”، رغم عدم الإفصاح عن تفاصيل ملموسة.
السياق الأمريكي بين الدبلوماسية والعقوبات
مع زيارة ميلز إلى سوريا، أصدر البنتاغون بيانًا، أكد فيه تقليص الوجود العسكري الأمريكي في شرق سوريا، كما شدد على أن الاستقرار في سوريا مرتبط بتحقيق “مصالح إستراتيجية أمريكية”.
بعملية مدروسة ومشروطة.. البنتاغون يقرر تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا
فيما حذرت الخارجية الأمريكية من هجمات إرهابية وشيكة قد تستهدف مواقع سياحية في سوريا دون سابق إنذار، ونصحت مواطنيها بمغادرة البلاد فورًا وتجنب الأماكن العامة، مؤكدة عدم قدرتها على تقديم خدمات قنصلية بسبب إغلاق سفارتها في دمشق منذ 2012.
الخارجية الأمريكية تحذّر مواطنيها من هجمات “وشيكة محتملة” في سوريا
تحليل الموقف الأمريكي
يرى عمر الشربيني، الخبير في الشؤون السورية بمعهد واشنطن، أن “التصريحات الأخيرة ليست انفراجة دبلوماسية، بل محاولة لاختبار ردود فعل السلطات السورية دون تقديم تنازلات”.
من جهته، قال مسؤول سوري _طلب عدم الكشف عن اسمه_ لموقع تفاصيل برس: إن “الحوار مع الأمريكيين لم يتوقف، لكن رفع العقوبات شرطٌ أساسي لأي تقدم”.
ويرى المحرر السياسي في تفاصيل برس أن تصريحات كوري ميلز والتحركات الأمريكية الأخيرة تُظهر سيناريو مُعقد: إذ إن واشنطن تُرسل إشارات مرنة لدمشق لاختبار الأرضية السياسية، لكنها تُصعّد العقوبات وتحتفظ بقواتها في المنطقة، في إطار استراتيجية تهدف إلى:
1. تقويض النفوذ الإيراني والروسي.
2. تجنب فراغ أمني يستقطب “تنظيمات إرهابية” على حد تعبيرها.
3. الحفاظ على ورقة التفاوض حول مستقبل سوريا دون منح مكاسب مجانية للنظام.
وقال: “بين تصريحات دبلوماسية وعقوبات اقتصادية، تواصل واشنطن لعبة التوازنات الدقيقة في الملف السوري. فهل تكون هذه الخطوات تمهيداً لصفقة جديدة، أم أنها مجرد مناورة لشراء الوقت في انتظار تطورات إقليمية قد تغير خريطة التحالفات؟ مشيراً إلى أن الساحة السورية، كما يبدو، ما زالت تُخفي مفاجآت يصعب التنبؤ بها”.