أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن الجولة المقبلة من محادثات “أستانة” بشأن سوريا (الجولة 22) ستُعقد قبل نهاية العام الجاري، جاء ذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس” في 15 أكتوبر، حيث أكد بوغدانوف على حتمية عقد الاجتماعات، مشيرًا إلى أن بعض الجولات السابقة تأجلت نتيجة تغيير في جداول الأعمال، رغم وجود اتفاقات مبدئية ومواعيد محددة.
إلى جانب دوره كنائب لوزير الخارجية، يشغل بوغدانوف منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، في 9 أكتوبر، أن التحضيرات جارية لعقد الجولة الجديدة من محادثات “أستانة” في العاصمة الكازاخية، بعد توقف دام عشرة أشهر، وأضاف أن موسكو تعتبر صيغة “أستانة” مهمة وإيجابية للغاية.
يُذكر أن الجولة الأخيرة من مسار “أستانة” عُقدت في 25 يناير الماضي، بحضور وفود من الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، إلى جانب وفدي النظام والمعارضة، وبمشاركة مراقبين من الأردن ولبنان والعراق، إضافة إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واتُفق في تلك الجولة على عقد الجولة 22 في النصف الثاني من العام الحالي.
انطلق مسار “أستانة” في يناير 2017، وشهد منذ ذلك الحين 21 جولة تفاوضية شاركت فيها روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، وتركيا التي اتخذت خطوات للتقارب السياسي مع النظام منذ نهاية 2022، وعلى مر الجولات، تم التوصل إلى اتفاقات حول مناطق “خفض التصعيد”، والتي تم اختراقها عدة مرات من قِبل روسيا.
في المقابل، قاطعت الولايات المتحدة مسار “أستانة” منذ الجولة 15 في فبراير 2021، بعد أن كانت تشارك بصفة مراقب في الجولات السابقة، وصرح السفير الأمريكي لدى كازاخستان، وليم موزير، في ذلك الوقت بأن واشنطن لا تخطط للعودة إلى صيغة “أستانة”، معتبرة أن محادثات “جنيف” تحت رعاية الأمم المتحدة هي المسار الأفضل لحل الأزمة السورية.
وفي تصريح سابق في يونيو الماضي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية مواصلة صيغة “أستانة”، مشددًا على ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب والعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا.
تصعيد في إدلب
تسببت الغارات الجوية الروسية على إدلب، ليل الأربعاء، فجر الخميس، باستشهاد 10 مدنيين وإصابة 32 آخرين بجروح متفاوتة، بعضها خطيرة، كان معظمهم من العمال المتواجدين في ورشة لتصنيع المفروشات.
وأنهت فرق الدفاع المدني السوري أعمال البحث والإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت أنقاض ورشة لتصنيع المفروشات على أطراف مدينة إدلب، بعد قرابة سبع ساعات من العمل المتواصل في موقع القصف.
الموقع تعرض، يوم الأربعاء 16 تشرين الأول، لهجوم جوّي شنته الطائرات الحربية الروسية، حيث تم استهداف الورشة بغارات جوية مكثفة باستخدام صواريخ شديدة الانفجار.
وشارك في عمليات الإنقاذ والإغاثة 8 فرق من الدفاع المدني السوري، حيث استخدمت الفرق المعدات المتاحة، بما في ذلك الآليات الخفيفة والثقيلة، وسيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.
وأوضح المسؤولون أن الجهود تركزت على انتشال جثامين الشهداء والمصابين من بين الأنقاض، وسط ظروف عمل صعبة نظراً لطبيعة الموقع المتضرر واستخدام روسيا أسلحة ذات قوة تدميرية كبيرة في أثناء قصفها.
تأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة من الهجمات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية على مناطق مختلفة من محافظة إدلب، والتي تستهدف في كثير من الأحيان مناطق مدنية ومرافق حيوية.
ويرفع هذا الهجوم المأساوي من حجم المعاناة الإنسانية في المنطقة، حيث تتزايد أعداد الضحايا المدنيين مع كل تصعيد عسكري.