دمشق – تفاصيل برس
بعد أقل من 48 ساعة على زيارة الوفد الكروي الجنوبي إلى سوريا، كشفت مسؤولة كورية جنوبية تفاصيل جديدة حول زيارة وزير الخارجية جو تيه-يول إلى دمشق، والتي شملت مفاجآت غير متوقعة من وزير خارجية سوريا وأعلى درجات التكريم الدبلوماسي.
وأوضحت المسؤولة، في تصريحات لوكالة “يونهاب”، أن الزيارة التي جرت يوم الخميس الماضي كانت سرية بسبب الوضع الأمني المتوتر في سوريا، وهدفت إلى تمهيد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ولفتت إلى أن الوزير الكوري الجنوبي تلقى استقبالا استثنائيًا، حيث وفرت له السلطات السورية حماية أمنية تفوق ثلاث مرات المستوى المعتاد لوزراء الخارجية. كما منحته أعلى درجات التكريم الدبلوماسي، بما في ذلك موكب أمني كامل من المطار حتى الحدود اللبنانية.
وبعد المحادثات الثنائية، فاجأ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الكوري والوفد المرافق له بقيادته بنفسه السيارة التي نقلتهم إلى القصر الرئاسي لإجراء زيارة للرئيس السوري أحمد الشرع.
ووصفت المسؤولة الكورية هذه الخطوة بأنها “من أرفع درجات الكرم في الثقافة العربية”، مؤكدة أنها لفتة نادرة تعكس كرم الضيافة السورية.
واستغرقت الزيارة خمس ساعات فقط، غادر بعدها الوزير جو برا عبر لبنان، ثم عاد إلى بلاده من إسطنبول.
وأشارت المصادر إلى أن البلدين لم يبدآ بعد مناقشات رسمية حول افتتاح سفارات متبادلة، لكن من المتوقع أن يتم التطرق إلى هذا الأمر لاحقًا. وفي الوقت الراهن، ستتولى سفارة كوريا الجنوبية في لبنان المهام الدبلوماسية المتعلقة بسوريا بشكل مؤقت.
في ظل حكم بشار الأسد، الذي أُطيح به في ديسمبر/كانون الأول، حافظت سوريا على علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، وهي علاقةٌ كثيراً ما وضعت دمشق في خلاف مع معظم المجتمع الدولي. واجهت حكومة الأسد عزلةً دبلوماسيةً كبيرة، لا سيما من الدول الغربية، بعد حملة القمع العنيف للاحتجاجات عام ٢٠١١ وما تلاها من حرب أهلية.
من جانبها، تحتفظ كوريا الجنوبية حاليًا بعلاقات دبلوماسية مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 191 دولة، باستثناء منافستها الشمالية، كوريا الشمالية. ويعكس قرارها بالتعامل مع سوريا اهتمامها الاستراتيجي بالاستقرار الإقليمي والتنمية بعد انتهاء الصراع، لا سيما في الشرق الأوسط الذي يشهد تطورات جيوسياسية متواصلة.
يشير هذا الاختراق الدبلوماسي إلى تحول في السياسة الخارجية السورية في ظل القيادة الجديدة، مما يُشير إلى استعداد لتجاوز التحالفات السابقة وإعادة تموضع البلاد في المجتمع الدولي. ويرى المحللون أن هذه الخطوة جزء من جهود أوسع تبذلها الحكومة السورية لصياغة صورة جديدة، وإعادة بناء اقتصادها، واستقطاب شركاء دوليين.
ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان هذا يمثل تغييراً مستداماً أم مجرد خطوة تكتيكية، ولكن في الوقت الحالي فإن إعادة العلاقات بين دمشق وسيول تفتح نافذة دبلوماسية نادرة ــ نافذة يمكن أن تعيد تشكيل المكانة الدولية لسوريا في السنوات القادمة.