دمشق – تفاصيل برس
تنبأ “ريده هوفمان” المؤسس المشارك لـ LinkedIn، بزوال الوظائف التقليدية التي تحتاج لفترة دوام من 9 صباحاً إلى 5 مساءً بحلول عام 2034، مدفوعاً بالتطورات التكنولوجية والتحولات الاقتصادية الجذرية.
وفي التفاصيل يتوقع هوفمان أن الذكاء الاصطناعي سيقلل تكاليف الخدمات مثل التشخيص الطبي والاستشارات القانونية بنسبة تصل إلى 1000 مرة، مما يجعل الحياة أرخص ويقلل الحاجة إلى العمل لساعات طويلة.
وبحلول 2034، سيصبح 50% من القوى العاملة الأمريكية مستقلين، يعملون في مشاريع متعددة عبر قطاعات مختلفة، مع إمكانية كسب دخل أعلى من الموظفين التقليديين بسبب المهارات المتخصصة والطلب العالمي .
ومع تقدم التكنولوجيا فمن المتوقع أن تنتج السلع والخدمات بكفاءة أعلى وتكاليف أقل، مما قد يؤدي إلى نموذج اقتصاد “ما بعد الندرة”، حيث تصبح الأساسيات مثل السكن والرعاية الصحية في متناول الجميع دون الحاجة إلى وظيفة دائمة.
وقد تصبح برامج مثل الدخل الأساسي الشامل ضرورية لضمان استقرار الأفراد في ظل تقلص فرص العمل التقليدية، مما يسمح لهم بالتركيز على الإبداع والمشاريع الشخصية .
وحول التحديات والمخاطر المحتملة يعتبر “ريده هوفمان” أن هناك إمكانية لانعدام الأمان الوظيفي، على الرغم من المزايا، فإن الاعتماد على العمل المؤقت قد يزيد من عدم الاستقرار المالي لفئات كثيرة، خاصة من لا يمتلكون مهارات متخصصة أو شبكات دعم.
كما توحد مخاوف ظن اللامساواة الاقتصادية كنتيجة لتركز ثروات العصر الجديد في أيدي قلة، خاصة مع غياب أنظمة ضريبية وتنظيمية قوية تضمن توزيعاً عادلاً للثروة.
وقد يفقد العمل التقليدي دوره كأحد مكونات الهوية الاجتماعية، مما يتطلب إعادة تعريف مفاهيم النجاح والمساهمة المجتمعية مما يؤدي إلى تآكل الهوية الاجتماعية
وأوضح “ريده هوفمان” أن المهارات المطلوبة للنجاح في المستقبل تتمثل في المهارات الرقمية: مثل تحليل البيانات، والأمن السيبراني، وتصميم تجربة المستخدم، والتي تقدمها منصات مثل Grow with Google و General Assembly .
كما أن العلامة الشخصية (Personal Branding) “البصمة الرقمية” للأفراد (مثل المحفظة الإلكترونية والشبكات المهنية) ستصبح بديلاً للسيرة الذاتية التقليدية، حيث يعتمد أصحاب العمل على الإنجازات العملية بدلاً من الشهادات.
وسوف يحتاج الأفراد إلى تعلم مهارات جديدة باستمرار والتحول بين الأدوار (موظف، مستقل، رائد أعمال) وذلك للقدرة على التكيف مع تذبذب الفرص بين القطاعات.
ومن وجهة النظر التفاؤلية يرى هوفمان أن هذه التحولات ستطلق العنان للإبداع البشري، حيث يُخصص الوقت للفنون والابتكارات العلمية، مدعومة بالوقت والموارد التي وفرتها الأتمتة.
فيما يشكك البعض في تحقق هذه الرؤية، مشيرين إلى أن الشركات قد تحتفظ بالمدخرات الناتجة عن التكنولوجيا بدلاً من تمريرها للمستهلكين، مما يفاقم الفجوة الطبقية.
وعليه فإن توقعات هوفمان تضعنا أمام مستقبل يتطلب إعادة هندسة جذرية لأنظمة العمل والتعليم والسياسة. بينما تَعِد التكنولوجيا بحياة أكثر رفاهية، فإن تحقيق ذلك يعتمد على سياسات تضمن العدالة وتوزيع المنافع. كما يقول هوفمان: “الأزمة تبدأ بصمت، لكن الحل يبدأ بالوعي” .