أصبح ظهور رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال رأس النظام بشار الأسد، عبر فيسبوك، اعتيادياً، عقب خلافات حدثت بينه وبين “الحكومة السورية” ظاهرياً، وبينه وبين الأسد باطنيّاً، جرى على إثرها مصادرة جميع شركات “مخلوف” الذي كان أحد أكبر أقطاب المال السوري على ندى سنوات.
رامي مخلوف من مواليد 10 يوليو 1969، كان على مدى سنوات، يعتبر واحداً من أكثر الرجال نفوذاً في المنطقة، كما أنه كان يعتبر أكبر شخصية اقتصادية في سوريا، والمالك الرئيسي لشبكة الهاتف المحمول “سيريتل”.
وتقول صحيفة فاينشنال تايمز، إنه لدى رامي مخلوف العديد من المصالح التجارية والتي تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والنفط والغاز، والتشييد ، والخدمات المصرفية، وشركات الطيران والتجزئة.
اليوم، أصبحت شركة رامي مخلوف، في عداد المصادرات، وحلّت شركة اسمها “إيماتيل” محلّ تلك الشركة، تمتكلها أسماء الأسد سريّاً، وتتحكم مع بعض أزلامها وعلى رأسهم “أبو علي خضر” بكلّ ما يتعلق بقطاع الخلوي في البلاد.
رسالة إلى الأسد:
لم يكن بين الأسد ومخلوف، بوّاباً على مدى سنوات، لكنه أصبح اليوم يراسل ابن خاله، فيسبوكياً، لكن دون وفق ما يقول رامي في منشوراته الاعتيادية.
وفي آخر رسالة وجّهها “مخلوف” قبل أيام للأسد قال في مطلعها: لقد تم اليوم إرسال كتاب إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى بشار الأسد رئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية بأن الأمر وصل مع هؤلاء العصابات أثرياء الحرب إلى تنفيذ تهديداتهم بسبب عدم تنازلنا عن الشركات والأملاك فقد قاموا ببيع أملاكي وشركاتي وصولاً إلى منزلي ومنزل أولادي بعقود ووكالات مزورة فإذا كان يا سيادة الرئيس يرضيك ذلك فلا كلام لي بعد ذلك.
وتعني الرسالة أنّ “مخلوف” أصبح “صفر” ممتلكات في سوريا، وكذلك عاجز تماماً عن مخاطبة الأسد أو مقابلته شخصيّاً، لكنّه لم يخرج عن طاعته حتى اليوم، فهو يوضح في كل رسائله العلنية للأسد أنّ ما يقرره الأخير، هو الذي سيعمل به رامي.
تقول مصادر إعلامية، نقلاً استناداً لمعلومات موثوقة، إنّ أسماء الأسد ضالعة فيما يحصل لرامي مخلوف، خصوصاً وأنّها أصبحت تظهر عبر الإعلام بشكل روتيني، وتتدخل في شؤون الحكومة، كما أنّها حلّت محل رامي مخلوف في تقديم الخدمات “الباهتة” للشريحة الموالية التي فقدت آلاف الشباب في حرب الأسد ضدّ السوريين على مدى عشر سنوات.
آخر صرعات رامي مخلوف، وعقب إفلاسه من تلقّي أي ردّ من الأسد على “مظلوميته” كما يراها، لجأ علناً إلى الدعاء، وطالب السوريين بذلك، عبر نشره فيديو يحدد فيه الخامس عشر من الشهر الجاري موعداً للدعاء بشكل جماعي من أجل خروج سوريا من الأسد.
في هذا السياق، رأى متابعون، أنّ هذا النمط من الحديث يعطي رسالة واضحة يريد رامي مخلوف أن يوجهها لبشار الأسد مفادها أنّ الوضع في سوريا لم يعد قابلاً للحلّ وأنّ الأمر بات مرهوناً فقط بمعجزة إلهية.
ومع انهيار الاقتصاد السوري، وتوقّع المزيد من الخسائر، وتعطّل الحلّ السياسي، يرى مراقبون أنّ الأسد وزوجته مستعدون للتخلّص من أي شخص مهما كان مقربّاً، في حال عدم تقديمه للأموال بمثابة “جزية” وهو ما حدث مع رامي.
لكن يذهب فريق آخر للقول إنّ رامي كان على مدى سنوات طويلة واجهة للسرقة، وكان من ورائه والده محمد مخلوف، خال بشار الأسد، هو الذي يتحكّم باقتصاد سوريا، ويستشهد الفريق بما تركه مخلوف الذي مات مؤخرّاً، من أموال طائلة لم يعرف مصيرها بعد.