ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أمنية “سوريّة” وأخرى لبنانية، أنّ “إسرائيل أزالت ألغاماً أرضية وأقامت حواجز جديدة قرب مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وأوضحت الوكالة أنّ “إسرائيل حرّكت السياج الذي يفصل المنطقة المنزوعة السلاح باتجاه الجانب السوري، وسرّعت أعمال إزالة الألغام والأعمال الهندسية قرب الحدود مع سوريا”.
وأشارت الوكالة إلى أنّ “عمليات إزالة الألغام قد تسمح للقوات الإسرائيلية بتطويق حزب الله من الشرق”.
ورجّحت المصادر بحسب الوكالة أن تعمل إسرائيل على إنشاء منطقة آمنة يمكنها من خلالها استكشاف الجماعة المسلحة بحرية ومنع تسللها.
وأضافت: إسرائيل تزيد ضغوطها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والتي يمر بعضها عبر سوريا.
وأكّدت المصادر (السورية منها) بحسب رويترز إلى أنّ “الآونة الأخيرة شهدت بعض أنشطة البناء التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في جنوبي سوريا”.
كما أكدت أنّ “القوات الروسية غادرت بعض مواقعها بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الاشتباك”. فيما لم يُحرّك نظام الأسد أي ساكناً.
العين على القنيطرة
أكّدت مصادر محلية لوسائل إعلام عربية أنّ “قوة إسرائيلية مصحوبة بعربات مصفحة توغلت إلى داخل الأراضي السورية قرب بلدة “كودنة”، بجانب تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث قامت بتجريف بعض الأراضي الزراعية فيها”.
وقالت المصادر إنّ “عملية التجريف تمت على امتداد 500 متر بعرض ألف متر أخرى، وضُمّت إلى الجانب الإسـرائيلي عبر وضع شريط شائك”.
منذ عام 2011، وتشهد سوريا اضطرابات على كامل الجغرافيا السورية، ما دفع إسرائيل منذ سنوات لاستباحة السماء السورية واستهداف أي موقع تقول إنّه يهدد أمنها. ولم تشهد الحدود السورية من جهة الجولان السوري المحتل أي محاولات تقدّم حقيقية لإسرائيل.
بدأت إسرائيل بتهديد واضح عبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، بالتقدم في سوريا إذا استمرت إيران بالاستخدام الأراضي السورية، وما هي إلا أيام حتى بدأت إسرائيل بذلك.
لماذا القنيطرة في هذا التوقيت وما علاقة إيران؟
كشف مصدر مطّلع لـ “تفاصيل برس” عن وجود عملية تشييع حقيقية تشهدها محافظة القنيطرة، منذ أشهر.
وأكّد المصدر أن إيران بتواطئ مع النظام السوري، يعملون على تحويل القنيطرة إلى حالة مشابهة لجنوب لبنان، وهي جزء من خطّة يجري العمل عليها بشكل متواصل منذ أكثر من عام.
ولفت المصدر إلى أنّ ذلك يتمّ بإشراف النظام السوري وميليشيات إيرانية، وذلك ضمن مشروع تنافسي على بسط النفوذ والسيطرة بين إيران وروسيا على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية.
وأوضح المصدر أنّ ذلك كلّه يجري “خلف ستار محاربة الإرهاب والقضاء على المجموعات المسلحة وإعادة الأمن للمنطقة”.
وكانت روسيا قد “أجبرت الميليشيات الإيرانية وحزب الله على الانسحاب من معظم مناطق سوريا بحجّة عودة الأمن والاستقرار لتلك المناطق أو عن طريق نشر قواتها في مناطق سيطرتهم”.
كما أنّ انسحاب إيران من بعض المناطق جاء نتيجة لتفاهمات دولية تقضي بتقليص الدور الإيراني في سوريا.
وفي هذا السياق، يبدو أنّ تقليص النفوذ الإيراني من قبل روسيا أو عن طريق التفاهمات “أجبرت عشرات الميليشيات الإيرانية على الانسحاب من عدة جبهات ومناطق بهدف تسييس تلك الميليشيات والاستفادة منها على الحدود الإسرائيلية وقضت التفاهمات الروسية الإيرانية على حصر التواجد العسكري الإيراني في مثلث القصير القنيطرة، دمشق”.
ورجّح المصدر أن يكون “إطلاق يد تلك المليشيات الإيرانية في هذه المنطقة ومنحهم صلاحيات واسعة فيها، جاء مقابل إنهاء الدور العسكري للمليشيات الإيرانية في بقية المحافظات”.