رأى رجل الأعمال السوري المعارض، فراس طلاس، أنّ الفرصة الآن سانحة لتوحيد الجهود من أجل وصول السوريين إلى حريتهم والتخلّص من الاستبداد، واصفاً الوقت الحالي بالقول: “نحن الآن في ظل بداية عهد جديد، سيحمل معه تغييراً كبيراً في معالم هذا العالم”.
وقال في منشور عبر حسابه في فيسبوك: “على كافة التيارات السورية التي تعتبر أن نظام الأسد هو الكارثة في سوريا، وبالتأكيد معه داعش وجبهة النصرة وأشباههم، أن نتعاون ونشبك الأيادي بطريقةٍ ما، سواءً مع الداخل السوري في كافة المناطق والمحافظات، أو مع الشتات السوري في الخارج”.
وأضاف: نحن اليوم أمام الواقع التالي: المجتمع الدولي يعلم جيداً أن الأسد لا يمكن تعويمه، وروسيا تدير المناطق التي تسيطر عليها في سوريا بعقلية “الكاوبوي” الذي يريد أن يأخذ كل شيء، وإيران تتمدد كما تتمدد الحيّة بهدوء وخبث، فيما السوريون نائمون.
ودعا ما اعتبرها “مجموعة من السوريين” إلى أن تستيقظ، قائلاً: على مجموعة من السوريين أن تستيقظ، وتعمل لسوريا المستقبل وفق برنامج واضح ومتدرج، في الداخل والخارج، منطلقةً من قناعة أنه في كل التاريخ عندما تقرر مجموعة في بلد ما التحرك، سيستطيعون التحرك والعمل، ولو كانت كل قوى العالم ضدهم، فإن بإمكانهم أن يقلبوا الطاولة على الجميع.
وشدّد على تحديد الأولويات، “والانطلاق من أرضية تقوم على الإدراك الكامل من هو العدو ومن هو الصديق ومن هو المتردد أو المتأرجح، وكيف نكسبه”.
وعن العدو الأول للسوريين من وجهة نظر “طلاس” فقد “أصبح واضحاً وجلياً، متمثلاً في الأسد وحليفيه الروسي والإيراني”.
وأوضح: أنه “ما يُقصَد هنا بالأسد ليس السوريون الموالون الموجودون في سوريا في مناطق النظام، بل المقصود هم الأسديون، أي الأسد ومن معه من القَتَلة”.
وأضاف: أما بالنسبة لروسيا، فإنه كان من الممكن لها أن تصبح حَكَماً بين الأسد ومناهضيه، وقد قدّمت نفسها بالفعل كذلك، لكنها كانت من المرات القليلة في التاريخ التي نرى فيها الحَكَم يقاتل إلى جانب أحد الطرفين ويصبح بشكل كامل معه، وهي حالة سياسية فريدة وهزلية خلقتها روسيا.
وتابع بالقول: فلقد لعبت روسيا على كل المعارَضات، مستغلةً قدرتها في الضغط على تركيا، وبراعتها في التلاعب اللفظي، بالإضافة إلى ضعف قوى المعارضة التي تصدرت المشهد، فحيدتهم وحيدتهم حتى صيّرت حالهم إلى مجموعات صغيرة متقاتلة في الداخل.
وعن الحلفاء، والذين من الممكن أن يتم “تعزيز العلاقات معهم مهما كانت هوامش الخلاف، والعمل على إيجاد المزيد من التقاطعات، فهُم: أميركا وأوروبا وتركيا”.
وأردف بالقول: أما بالنسبة للقوى الدولية الأخرى:
دول الخليج ومصر متأرجحة، علينا أن نكسبها لصالح الشعب السوري، وعلينا أن نوجد قواسم مشتركة تبدأ أن نقدّم الشعب السوري المعارض أنه ليس هو الإخوان المسلمون، بخلاف ما اصطبغت به السمة السياسية لمتصدري الثورة منذ بدايتها وحتى الآن، سواءً في الائتلاف أو هيئة التفاوض أو غيرها من الأجسام السياسية، حيث يتلاعب الإخوان المسلمون بالجميع بمزيج غريب من الخبث الشديد والغباء السياسي الشديد.
الصين من الممكن أن نكسبها بطريقةٍ ما، وليست بعيدة تماماً عن ذلك.
ومن السهل جداً كسب اليابان وألمانيا، فهما الداعمان الأساسيان لسوريا المستقبل، بالإضافة لدول مثل أستراليا وكوريا الجنوبية.
وختم منشوره بالقول: أتحدث عن ضرورة تحديد الأولويات، ووضع الأمور في إطارها الصحيح فيما يتعلق بتحديد الأصدقاء والأعداء، لأن إحدى أكبر مشاكلنا التي وقعنا بها في السنوات الماضية تكمن في أننا وضعنا خصومنا الذين هم من طرفنا أمام أعيننا، ولم نضع النظام وحلفائه أمام أعيننا، لذلك علينا من الآن أن نقول: لا للأسد وحلفائه، أي لا للأسد، ولا لروسيا أو إيران، في أي تفاهم!
وعندما نجلس على أية طاولة، علينا أن نعتبر أنه حيث يجلس الروسي، يجلس الأسد.. هناك عدة خيوط بالإمكان مسكها والبدء.