وكالات – تفاصيل برس
رشح الفيلم الوثائقي “موت بلا هوادة” (Death without mercy) للمخرجة السورية وعد الخطيب، لنيل جائزة “إيمي” للأخبار والأفلام الوثائقية عن فئتيّ: أفضل فيلم وثائقي عن قضية اجتماعية، وأفضل مونتاج.
يحكي الفيلم تفاصيل مأساة زلزال شباط المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا عام 2023، من خلال تجربة عائلتين سوريتين تقيمان في تركيا.
دقيقة أو ربما أكثر استغرقها الزلزال الذي وقع في 6 فبراير 2023 في تركيا وسوريا، كانت كفيلة بإزهاق آلاف الأرواح، لكن الساعات والأيام التالية شهدت دراما إنسانية مروعة نقلت ملامحها ونبض ألمها إلى الشاشة المخرجة السورية وعد الخطيب عبر فيلمها الوثائقي الطويل “موت بلا رحمة” الذي عرض في مهرجان الجونة السينمائي.
أجواء الفيلم
في السنوات التي سبقت كارثة 6 شباط، استقرت العديد من العائلات السورية في جنوبي تركيا هربًا من الحرب الوحشية في سوريا، يركز الفيلم الوثائقي على عائلتي فادي الحلبي (المصور السينمائي الرئيسي للفيلم الوثائقي “الخوذ البيضاء” الحائز على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير) وفؤاد، مشيرًا إلى أنهما “يرمزان للعديد من القصص من جنوبي تركيا حيث فرت العديد من عائلات اللاجئين السوريين لبدء حياة جديدة فقط، وليجدوا حياتهم قد تأثرت بشكل كبير بالزلزال.
وتشمل قصصهم الناجين بأعجوبة بالإضافة إلى المآسي المروعة. بعد ذلك ينطلق الفيلم في أثر عائلتين سوريتين تعيشان في تركيا، إحداهما عائلة فؤاد الذي كان مسافراً في رحلة عمل وقت انهيار شقته الواقعة في مجمع سكني فاخر في مدينة هاتاي وداخلها زوجته صفا وابنهما قتيبة (9 سنوات) والرضيع سامي.
يفتتح الفيلم بلقطات مروعة من لحظة وقوع الزلزال، حيث يظهر تدافع الناس إلى الشوارع فزعين بملابس النوم، مستخدماً تسجيلات كاميرات المراقبة، تتبع تلك اللقطات مقاطع صوتية للعالقين تحت الأنقاض، تلتقط نداءاتهم واستغاثاتهم عبر هواتفهم المحمولة، ما يضفي طابعاً إنسانياً عميقاً على المعاناة.
تظهر المشاهد التالية دماراً هائلاً أصاب المباني والأحياء السكنية، وخاصة في تركيا، حيث يتم تصوير هذا الدمار بشكل هادئ كما لو أنه وقفة لإدراك حجم الكارثة التي حلت بالناس.، ثم ينطلق الفيلم ليروي قصتين مؤلمتين لعائلتين سوريتين مقيمتين في تركيا.
فؤاد يعثر على زوجته مصابة في المستشفى، لكن الألم يتضاعف عندما يكتشف أن ابنه قتيبة قد توفي نتيجة انهيار جدار أثناء محاولته الهرب، تظل مأساة فقدانه تؤرق العائلة رغم لم شملهم من جديد، حيث تبقى ذكريات قتيبة محفورة في قلوبهم من خلال بضع لقطات مصورة لرحلته القصيرة في الحياة.
القصة الثانية تتعلق بفادي، الذي كان في سوريا عندما انهار المنزل الذي يضم عائلته في تركيا. يكافح فادي للعبور إلى تركيا للاطمئنان على أقاربه، ليجد أن استجابة فرق الإنقاذ كانت بطيئة، مما يزيد من شعوره بالعجز واليأس. ومع مرور الأيام، يصبح أقصى أمانيه هو التعرف على جثث أفراد عائلته لجمع شملهم في قبر واحد.
ومع بلوغ الفيلم نهايته، تتجاوز مأساة العائلتين حدود الأبعاد الشخصية لتسلط الضوء على عناوين نشرات الأخبار ومقاطع البرامج الحوارية التلفزيونية التي ضاعفت من خسائر الكارثة.
وبُث العرض الأول من الفيلم في الثالث من أيار الماضي عبر MTV Documentary بالتزامن مع قناة Paramount+ . وهو من أنتاج شيلا نيفينز.
الكشف عن فيلم “موت بلا هوادة”
وكانت شركة (MTV Documentary Films) قد كشفت في شباط 2024 عن المقطع الدعائي للفيلم، معلنة عن موعد العرض الأول للفيلم الوثائقي الذي يسرد بصورة مثيرة للدهشة تفاصيل زلزال السادس من شباط المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا قبل عام مضى، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص.
وقالت شركة MTV في بيان لها إن الكارثة “كما أظهرت المخرجة، كانت كارثة طبيعية وكارثة من صنع الإنسان. في أعقاب الزلزال، لم يكن هناك جهد عالمي لإنقاذ الجرحى والمحتضرين تحت الأنقاض، أُجبر المدنيون على استخدام أيديهم ومعاولهم لاستخراج أحبائهم والغرباء، بينما نظر العالم في الاتجاه الآخر… (موت بلا رحمة) تم تجميعه بترتيب زمني من تقارير مئات مذيعي الأخبار والمصورين والمدنيين الذين يمثلون أيام هذا الحدث المأساوي”.
وتصف المنتجة نيفينز العمل في بيان لها فتقول: “فيلم وعد الخطيب يضع وجهاً إنسانياً على المأساة اللاإنسانية المتمثلة في زلزال بقوة 7.8 درجة هز تركيا وسوريا، الطبيعة يمكن أن تكون قاسية، ولكن في الـموت بلا رحمة، نحن ننظر إلى قسوة الإنسان للإنسان”.
يتناول الفيلم مسائل مثل معايير البناء المقاوم للزلازل والفساد، بالإضافة إلى العجز الدولي عن تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة في سوريا، ما يجعل المشاهدين يتأملون في الأبعاد الأوسع للكارثة. “موت بلا رحمة” لا يروي فقط قصص فقدان، بل يطرح تساؤلات حول الإنسانية والعدالة في مواجهة الكوارث.