هيئة التحرير – تفاصيل برس
في موقع “تفاصيل برس”، لسنا من أولئك الذين يقفون على الحياد حين يتعلّق الأمر بمستقبل الإعلام في سوريا.
بل نحن من أشدّ المرحبين بعودة وانطلاقة الإعلام الرسمي، ممثلًا بقناة “الإخبارية السورية”، ليس تزلفًا أو استرضاءً، بل لأننا نؤمن بأن للإعلام دوره الجوهري الذي لا يُستهان به في إعادة بناء الوعي الجمعي، وصياغة الرواية الوطنية من جديد، بعد أن تقاذفتها منصات التحريض والتضليل لعقد كامل من الزمن.
نحن نرحب بالإعلام الرسمي حين يتحرّر من الخطاب الخشبي، ويخاطب الناس بلغتهم وهمومهم، ويكسر حواجز الصمت المفروض بين الدولة والمجتمع.
نرحب به لأنه، إن صدق النية، يملك من الإمكانات والخبرة ما يؤهله ليكون سلطة رقابية حقيقية، وليس مجرد بوق دعائي. فالإخبارية السورية اليوم أمام فرصة تاريخية لتقديم خطاب مهني، يعترف بالأخطاء، ويعرض المنجزات من دون تهويل، وينفتح على النقد، لا سيما أن الجمهور السوري بات أكثر وعيًا، وأكثر مطالبة بالشفافية والمصداقية.
في “تفاصيل برس”، لا نرى في الإعلام الرسمي منافسًا بل شريكًا محتملًا في معركة إعادة الاعتبار للكلمة الصادقة، وإحياء الحسّ العام، وتصحيح المفاهيم الملتبسة. نؤمن أن المشهد الإعلامي لا يكتمل من دون منصّة وطنيّة تحمل المسؤولية، وتلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية، وتستمع إلى نبض الشارع قبل أن تنقل صوته.
من هنا، فإن ترحيبنا لا يعني غياب النقد، بل يعني أننا ننتظر من الإعلام الرسمي أن يكون على قدر التحدي، أن يُنصت للناس لا أن يملي عليهم، أن يفتح ملفّات الفساد لا أن يوارب عنها، وأن يكون شفافًا في زمن لم يعد فيه مكان للإعلام المغلق.
فلتكن “الإخبارية السورية” عنوانًا لمرحلة إعلامية جديدة، أكثر نضجًا، أقل ادعاء، وأكثر اتصالًا بالواقع. ونحن في “تفاصيل برس” سنكون من المتابعين، والداعمين، وأيضًا من النقاد إذا اقتضى الأمر. لأننا نريد إعلامًا وطنيًا لا يُزيّن الواقع، بل يشرحه بجرأة ومسؤولية.