هيئة التحرير – تفاصيل برس
بعد أيام من تداول أخبار تدّعي قيام فصائل المعارضة في شمال سوريا بعمل عسكري ضدّ نظام الأسد، وسط انشغال إقليمي لحلفاء النظام السوري سواء في إيران أو في موسكو. بردت حدّة التصريحات لدى المعارضة السورية في هذا الخصوص، بعد حملة قصف شنّها الطيران الروسي في إدلب تسببت بسقوط ضحايا مدنيين.
وقبل نحو أسبوعين، كشف مصدر عسكري في إدلب لـ “تفاصيل برس” عن التحضير لعمل عسكري ضد النظام السوري، في عدّة محاور. ويأتي ذلك، بعد توقف العمليات العسكرية لأكثر من 4 سنوات.
لا معركة في حلب
وقال العميد المنشق عن نظام الأسد أحمد رحال، إنّ البدء بمعركة يتطلّب استعداداً عسكرياً وسياسياً في آن معاً، وبالتالي لا يجوز الاعتماد على واحدة منها دون النظر في الثانية.
وأشار في تسجيل صوتي، بأنّ كل ما يشاع عن حدوث معركة “لا أساس له من الصحة”، مستذكراً بالحديث عن معارك سابقة قبل سنوات، بأنّ الكلام مجرد أمنيات.
وأوضح أن المعطيات السياسية على الأرض، وخصوصاً التوافق الروسي التركي، تؤكد بـأنه لا وجود لمعارك بين الفصائل والنظام. مؤكّداً أنّ فتح مثل هذه المعركة يحتاج لسنة وأكثر من الاستعداد وهو ما لم يحصل.
وتوقفت العمليات العسكرية في سوريا أواخر العام 2019، منذ اتفاقية خفض التصعيد التي كانت براعية كلاً من روسيا كضامن للنظام السوري وتركيا كضامن لفصائل المعارضة.
ومنذ ذلك الحين تسيطر فصائل الثورة السورية العسكرية على 10،98 من مساحة سوريا بحسب إحدى مراكز الدراسات.
تهديد بالكيماوي
اعتبر “رحال” بأنّ الحديث عن معركة، هو لقطف ثمار سياسية، ولا يوجد شيء على الأرض.
وتحدّث عن وثيقة تم الكشف عنها، بأنّ النظام وروسيا يتحدّثون بأن بما وصفهم النظام بـ “المسلحين” يستعدون لاستخدام السلاح الكيماوي ضدّ المدنيين، وهو ما يُنذر بخطر حقيقي، يتمثّل في أنّ نظام الأسد قبل كل قصف كيماوي، يُروّج بأن الفصائل تستعد لهجوم بالسلاح الكيماوي.
وتابع بالقول: يأتي النظام السوري ويضرب الكيماوي، ثمّ يقول هذه وثائق تؤكد في وقت سابق بأنهم كانوا يخططون لذلك، وهذه الأخبار التي نشرناها، وبالتالي تحميل المعارضة وزر ذلك.
مجازر
تسببت الغارات الجوية الروسية على إدلب، الأسبوع الفائت، باستشهاد 10 مدنيين وإصابة 32 آخرين بجروح متفاوتة، بعضها خطيرة، كان معظمهم من العمال المتواجدين في ورشة لتصنيع المفروشات.
الموقع تعرض، يوم الأربعاء 16 تشرين الأول، لهجوم جوّي شنته الطائرات الحربية الروسية، حيث تم استهداف الورشة بغارات جوية مكثفة باستخدام صواريخ شديدة الانفجار.
وهذه المجزرة ضمن سلسلة من الهجمات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية على مناطق مختلفة من محافظة إدلب، والتي تستهدف في كثير من الأحيان مناطق مدنية ومرافق حيوية.
ويرفع هذا الهجوم المأساوي من حجم المعاناة الإنسانية في المنطقة، حيث تتزايد أعداد الضحايا المدنيين مع كل تصعيد عسكري.
ويأمل سكّان مناطق شمال غربي سوريا وخصوصاً أبناء ريف إدلب الجنوبي، باستعادة قراهم وبلداتهم التي سيطرت عليها قوات النظام السوري، وتم تعزيزها بقوات إيرانية وقوات من ميليشيا حزب الله لاحقاً.
وتشير تقارير إعلامية إلى أنّ حزب الله له ما لا يقلّ عن 13 نقطة عسكرية في إدلب على وجه الخصوص، من بينها نقطة كبيرة في كفرنبل، تتبع لإيران.