في حين كانت إيران تقول إنها ساهمت في عدم سقوط (النظام) في سوريا بتدخُّلها إلى صالح النظام السوري لا تنفكّ روسيا عن الترويج لدعمها السياسي لبشار الأسد من خلال ما تقوم به.
ففي عام أيار 2023، حضر بشار الأسد، القمة العربية في مدينة جدة السعودية لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في آذار 2011 حضوراً سبقه وإعادة بعض العلاقات مع الدول العربية.
وقال السفير الروسي في قطر، دميتري دوجادكين، إن موسكو أسهمت باستعادة (سوريا) عضويتها الكاملة في جامعة الدول العربية. بالتعاون مع البحرين والإمارات العربية والمملكة العربية السعودية.
وأكّد السفير الروسي بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسي أنّ ذلك جرى بفضل عملنا جزئياً، فيما “لم تعارض الدوحة قرار عودة دمشق للجامعة العربية” إلّا أنها غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع سوريا (النظام).
ويرى محللون سياسيون أنّ الجمود في الملف السوري وكذلك زيادة التغلغل الإيراني والكثير من المسائل دفعت بعض الدول العربية إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
ولا يرى الناشط السياسي عبد الكريم العمر أنّ العرب حققوا شيئاً من إعادة سوريا (النظام) إلى شُغل مقعدها في الجامعة العربية، على العكس تماماً، وحده بشار الأسد جنى بعض المكاسب السياسية والمادية. لقد تنفّست دمشق قليلاً لكنّها لم تستطع أن تتواجد في الساحة العربية كما كان يعتقد بشار الأسد. وفق العمر.
وأضاف في حديث لموقع تفاصيل برس، أنّ أكبر مثال على ذلك، الآن ما يحصل في غزة ولبنان وحتى في سوريا، نرى سوريا خارجة التغطية، دون أي تصريح فاعل أو تحرّك، على الرغم من أنّ الحرب تطوّرت لتدخل إلى العمق السوري عبر دمشق والقنيطرة وغيرها.
وأشار إلى أنّ “العرب لم يستفيدوا شيئاً من إعادة بشار الأسد للجامعة العربية، فالمخدرات لا تزال تتدفق إليهم، وكذلك الوضع كما هو في سوريا. يجب أن يتأكد العرب أن الحل في سوريا يبدأ من الشعب السوري، وليس من (النظام السياسي) في سوريا لأنه مفضوح للجميع.
مرّت العلاقات بين النظام السوري والدول العربية بمراحل عديدة خلال السنوات الـ 14 الأخيرة، تمثّلت في قطع العلاقات وتقييمها وإعادتها فيما بقيت دول مصرّة على استمرار قطعها بشكل كامل مع الأسد وحكومته.
وفي حين ترفض قطر والكويت والمغرب إعادة العلاقات مع النظام، التزمت الجزائر والعراق وفلسطين بعدم قطع العلاقات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في البلاد، وكان لكل من العراق والجزائر دور في إعادة الأسد لشُغل مقعده في الجامعة العربية.
وفي 4 شباط/ فبراير، قررت تونس قطعت علاقاتها، وفي تموز/ يوليو 2014 افتتح الباجي قائد السبسي (الرئيس آنذاك) مكتب تمثيل قنصلي في دمشق، وفي العام التالي جرى تعيين ممثل له، وفي 3 نيسان/ أبريل 2023 قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد تعيين سفير في دمشق.
أما سلطة عُمان فلم تقطع علاقتها بشكل تام مع الأسد، واستقبلت مسؤوليه، وفي 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أعادت سفيرها إلى دمشق في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 (أول دولة خليجية تُعيد تعيين سفير لها في دمشق).
وطبّع الأردن العلاقات مع النظام، بعد طرده سفير دمشق في عَمَّان في أيار/ مايو 2014. كذلك أعاد السودان تطبيع العلاقات بعد زيارة الرئيس السابق عمر البشير لدمشق في 2018 لدمشق (أول رئيس عربي حينها يزور سوريا منذ 2011).
وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2018، بعد إغلاق 7 سنوات، فيما واصلت البحرين في كانون الأول 2018 العمل في سفارتها لدى سوريا واستمرار الرحلات الجوية بين البلدين دون انقطاع”، بعد نحو 6 أعوام من سحب سفيرها من سوريا في 2012.
كذلك أعادت موريتانيا في 12 آذار/ مارس 2020 تعيين سفير لها في دمشق في أول إجراء من نوعه منذ 2011، وبعد نحو عام جرى اعتماد أوراق سفير موريتاني بسوريا.
وأعادت المملكة العربية السعودية العلاقات مع النظام بعد سحب سفيرها من دمشق في 2011، وأغلقت سفارتها في آذار/ مارس 2012، كذلك قطعت القاهرة علاقاتها مع دمشق، في حزيران/ يونيو 2013، وأبقت على تمثيل منخفض عبر قائم بالأعمال، مع استمرار تواصل محدود لاسيما على المستوى الأمني.
فيما كانت تدرس كل من لبنان واليمن وليبيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر تعيد تقييم الوضع على ضوء التطورات، مع الالتزام بما يصدر عن الجامعة العربية.