تفاصيل برس (دمشق)
نفت صفحة، بهجت سليمان، سفير النظام السوري السابق في الأردن، الأنباء الواردة عن وفاة “سليمان”.
وفور إعلان عشرات صفحات وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاة “بهجت سليمان” خرجت صفحة باسم “بهجت سليمان” على فيسبوك وتويتر، وكذّبت الخبر.
فيما شكك ناشطون أن يكون “حيدرة” ابن بهجت هو الذي كتب النفي، وأنّ والده فعلاً توفي.
وينحدر “بهجت سليمان” من الساحل السوري وهو من مواليد اللاذقية عام 1949، وعمل سفيراً للنظام السوري في الأردن.
وتقول قناة أورينت في تعريف بهجت سليمان، في مقال نشره الكاتب والصحفي محمد منصور في عام 2013:
بهجت سليمان القادم إلى عالم الديبلوماسية من سيرة مخابراتية محفوفة بأحط وأقذر الأعمال والجرائم، يرى في ثورة الشعب السوري (جريمة) وفي الخروج ضد الظلم والطغيان واقتلاع أظافر الأطفال (عصياناً) وفي كلمة الحق في وجه سلطان جائر (تمرداً على سلطة الدولة) تلك الدولة التي خبر سلوكها المافيوي جيداً منذ تقلد منصب أمن سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد في منطقة المزة بدمشق وكان بترتبة رائد في ثمانينيات القرن العشرين. وبعد الخلاف الذي نشب بين رفعت واخيه حافظ الأسد على إرث سوريا التي خلفها سليمان علي الوحش لأولاده.. خلع بهجت سليمان ولاءه لرفعت، وانحاز لحافظ الأسد حسب ميزان القوة والمصلحة فرقّي إلى رتبة عميد، وأصبح رئيسا للفرع 251 في إدارة المخابرات أو (فرع الأمن الداخلي) ثم بعد أشهر قليلة تمت ترقيته إلى رتبة لواء فأصبحت صفته ( الدكتور اللواء بهجت سليمان) من دون أن يعرف أحد مصدر هذه الدكتوراه التي يقول إنه حصل عليها من رومانيا، ولا موضوع أطروحتها، والسنوات التي قضاها طالباً للعلم في جامعتها!
بزر اسم (اللواء بهجت) في الوسط الثقافي السوري بعد ربيع دمشق الذي وأده بشار الأسد في أولى سنوات حكمه… فأغلق المنتديات، واعتقل الناشطين، وانقلب على وعوده الهزيلة في خطاب القسم لأن طبائع الاستبداد كانت تغلب التطبع دوماً… يومها كان يتردد اسم (اللواء بهجت) على ألسنة بعض مثقفي السلطة والفنانين التابعين بطبعهم لكل سلطة… باعتباره الرجل المثقف الذي يسعى للقاء الجميع ومحاورتهم حول مستقبل الإصلاح والتطوير بقيادة الرئيس الشاب الذي درس في بريطانيا ويحمل عقلية متطورة تختلف عن أبيه، في زمن ليس هو زمن أبيه… وكان يجري الحديث عن صراع بين (اللواء بهجت) وبين (آصف شوكت) على اعتبار أن الأول راعي المثقفين، والثاني الشخصية العسكرية الصارمة التي صدق بعض المغفلين أنها تمثل صقوراً وحمائم، في نظام لم يعرف يوماً سوى غدر الثعالب والذئاب في الانقلاب على كل الوعود، ونقض كل العهود… إلا أن ورود اسم بهجت سليمان ضمن قائمة المشتبه بهم في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان عجلت بإحالته على التقاعد دون أن يتم الاستغناء عن خدماته فعلياً… ليبزر اسمه من جديد في نيسان عام 2009 حين تم تعيينه سفيراً لنظام الأسد في الأردن.
في الخامس والعشرين من مايو 2011 ولم يكن قد مضى على ثورة الشعب السوري أكثر من شهرين، أقام بهجت سليمان حفل عشاء في السفارة السورية في عمان دعى إليه شخصيات وصحفيين أردنيين عرف بعضهم بموالاته لنظام الأسد… إلا أن عدداً من الصحفيين رفضوا حضور هذا العشاء الذين وصفوه بأنه ملوث بدم الشعب السوري الذي كان عداد شهدائه اليومي قد بدأ بالدوران بلا توقف في زمن كان فيه المظاهرات والاحتجاجات سلمية… لكن بهجت سليمان لم ييأس من مهمته في تسويق نظام يقتل شعبه، ومحاولة تلميع صورته… وعرف عنه أنه كان يزور المجالس ويستغل المناسبات الاجتماعية لإلقاء خطبه الدوغمائية المليئة بالشتائم والتخوين والتي تدغدغ عواطف قومجية سن اليأس وتجار الشعارات والمزاودين على فلسطين والفلسطينيين… وقد عمل في السياق ذاته إلى استخدام المال في دعم وسائل إعلام التيار القومجي الأردني التي تتسول اهتماماً وفتاتاً… فراح يدعم صحفاً كجريدة (المجد) و(الأردن العربي) وغيرهما ويعقد صفقات قد تغني وتسمن من جوع… لكنها لا تغني عن حساب الضمير حين يقف المرء أمام ذاته يوماً ليراجع سجل دفاعه عن قتلة الشعب السوري!
ومن هذا الخليط العجيب للفكر المخابراتي المتحالف مع شعارات القومية الزائفة وذل الممانعة والمقاومة التي لم تقاوم يوماً سوى أي رد على الاختراقات الإسرائيلية للسيادة السورية في عين الصاحب قرب دمسق وموقع الكبر بدير الزور وفي اغتيال مغنية في قلب دمشق… من هذا الخليط العجيب تولد مقالات بهجت سليمان متشحة بسواد كربلاء ولطميات (يالثارات الحسين) فيكتب مشبهاً القاتل بشار الأسد بحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحسين) الذي كان يُشتم جده النبي في فروع الأمن السورية مع كل لسعة سياط وصرخة استغاثة من معتقل، ومشبها الثوار بـ (يزيد) ثم يتحدث في مقال آخر له له في صحيفة (الأردن العربي) بعنوان: (كلنا كربلائيون في مواجهة الظلاميين) مذكرا بالواجب الأخلاقي قائلاً:
(الواجب الأخلاقي والوطني، يقتضي من جميع الشرفاء، أن يكونوا (كربلائيين) أي أن يكونوا مشاريع شهداء، باختيارهم، دفاعاً عن الوطن، في مختلف المواقع التي يحتاجهم فيها الوطن.. وذلك أفضل بمئات المرات من أن يصبحوا شهداء، بغير اختيارهم، فَــيُــصابوا مثلاً في تفجير سيارة ملغومة، أو في رشقة هاون عشوائية، أو في اغتيال رخيص…)
لكن اللواء بهجت يستنثي من هذا الواجب على ما يبدو أولاده مجد وحيدرة، وهم يرتعون بعيداً عن الوطن في محنته، متنقلين بطائرة العائلة الخاصة، وممارسين تشبيحهم في مقاه يملكونها في دولة خليجية يصف أهلها بأنهم (أجلاف البادية) فيكتب على صفحته على الفيسبوك قائلاً: (قاتلكم الله يا أجلاف البادية، تشربون من دم الشعب السوري، ولا تشبعون “فجعانون في كل شيء”… قاتلكم الله يا أجلاف البادية، نهبتم، الثروات الباطنية، للأرض العربية، ووضعتم، عشرة آلاف مليار (١٠ تريليون) دولار، في البنوك الأمريكية والأوروبية) وكأن السيد اللواء قد وضع ثرواته في خدمة المصرف التجاري السوري، أو من أجل منع انهيار الليرة في وطن سيقت كل مقدراته الاقثصادية اليوم من أجل تمويل آلة الحرب التي يُقتل بها شعبه!. سبق لسعادة السفير بهجت سليمان أن تعامل بعنجهية مع حكومة الأردن التي تؤويه سفيراً، حين رفض استدعاء الخارجية الأردنية له يوم التاسع عشر من أغسطس عام 2012 للاحتجاج على سقوط قذائف نظام الأسد على قرية الطرّة شمال الأردن، بحجة أنّه يقضي إجازة العيد السعيد.. ومن قلب هذه العنهجية ومخالفة الأعراف الديبلوماسية، استمر يمارس مهامه كمسؤول مخابراتي لا كسفير، متناغماً في ذلك مع نظيره سفير النظام في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي ينتمي مثله للطائفة العلوية التي انتمى لها الكثير من السفراء الذين طردوا من سفارات النظام في عواصم العالم بعد مجزرة الحولة، وقد تمكن اللواء سليمان من أن يدير مؤخراً – بهذه العقلية المخابراتية المشهود لها- أشنع حملة تشويه ضد شرفاء مخيم الزعتري واللاجئين السوريين في الأردن، لاتهامهم بممارسة الدعارة، ونزع حالة التعاطف الشعبي مع مأساتهم في الأردن والعالم… في محاولة تكشف الدرك الذي وصل إليه في إدارة معركة دعم النظام الآيل للسقوط!
تزعم مصادر إعلامية أن اللواء بهجت سلميان وأولاده يملكون شركات ونشاطات تجارية واسعة في سورية منها مجموعة اليوجي المسجلة بأسماء أقربائه. ومنها ما تم تهريبه إلى بلاد (أجلاف البادية) الذين يشتمهم على شكل استثمارات عائلية… أما ثروة بهجت سليمان من الشتائم والكلام البذيء والتطاول على الكرامات في مقالاته وخواطره التي يطلق عليها اسم (خاطرة أبو المجد) في الصفحة التي أسسها لنفسه باسم معجبيه على فيسبوك؛ فيصح فيها قول بدوي الجبل في هجاء إعلام حكم البعث في قصيدته الشهيرة (من وحي الهزيمة):
والإذاعات.. هل تخلعت العاهر أم هل تقيأ السكيّر؟!