بدأت المحكمة الإقليمية العليا في شتوتغارت الألمانية، يوم الثلاثاء 15 أكتوبر، بمحاكمة سوري يُشتبه بانتمائه إلى “حزب الله” اللبناني بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا.
ووفقًا لما نقلته قناة “SWR” الألمانية، يُتهم الشخص بارتكاب جرائم حرب، وتعذيب، واحتجاز غير قانوني، حيث كان يقود ميليشيا مسلحة مرتبطة بحزب الله دعمت النظام السوري.
المتهم، البالغ من العمر 32 عاماً ويُدعى “عمار. أ”، كان مسؤولاً عن قيادة ميليشيا شيعية عملت على تخويف وطرد السكان السنّة في مدينة بصرى الشام في ريف درعا، وقد نُفّذت عمليات قتل ونهب وتدمير للمنازل في إطار هذه الممارسات، حيث اتهمت ميليشيا المتهم بارتكاب تلك الانتهاكات الوحشية.
في أغسطس 2012، هاجمت ميليشيا المتهم منزلاً لعائلة سنّية في بصرى الشام، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد العائلة على يد أحد عناصر الميليشيا، مع سرقة الأثاث وحرق المنزل، كما يواجه المتهم اتهامات باعتقال وإساءة معاملة السكان السنّة في الفترة بين 2013 و2014، بما في ذلك تسليم الضحايا إلى فرع “المخابرات العسكرية” حيث تعرّضوا للتعذيب.
تم القبض على المتهم في ديسمبر 2023 في منطقة راين نيكار بولاية بادن فورتمبرغ الألمانية بعد دعاوى قضائية رفعها ذوو الضحايا في المحاكم الألمانية، خلال جلسة المحاكمة، حضر أحد الضحايا إلى المحكمة وانهمر بالبكاء عند وصفه لتفاصيل الجريمة.
وفقًا لما قاله المتحدث باسم المحكمة، لارس كيمنر، تُجرى هذه المحاكمة في ألمانيا استنادًا إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي يسمح لألمانيا بمحاكمة من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن مكان ارتكابها، لضمان عدم إفلاتهم من العدالة.
وفي سياق مشابه، سعت ألمانيا في السنوات الماضية إلى محاكمة أفراد سوريين ارتكبوا انتهاكات، من بينهم أنور رسلان، الذي صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة من المحكمة الفيدرالية العليا في كوبلنز بألمانيا في أغسطس الماضي.