وكالات – تفاصيل برس
أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، اليوم الإثنين، بقرار حزب العمال الكردستاني، القاضي بحلّ بنيته التنظيمية وإنهاء الكفاح المسلح، معتبراً ذلك خطوة جديرة بالاحترام وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من السياسة والسلام في المنطقة.
وكتب عبدي في تدوينة عبر منصة “إكس”: “كان لحزب العمال الكردستاني دورٌ تاريخي في الشرق الأوسط خلال المرحلة المنصرمة”.
وأضاف: “كلنا ثقة بأن هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من السياسة والسلام”. وأعرب عن أمله في أن تبادر جميع الأطراف المعنية لاتخاذ خطوات داعمة لهذه المرحلة، قائلاً: “نأمل أن يقدم الجميع الدعم المطلوب”.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام تركية وكردية بأن قيادة حزب العمال الكردستاني عقدت مؤتمراً بين 5 و7 أيار/مايو الجاري، خرج بجملة من القرارات أبرزها إعلان حل الحزب رسمياً، وإنهاء الصراع المسلح والتخلي الكامل عن العمل المسلح، مؤكدة أن هذا القرار يعبّر عن انتقال حاسم نحو النضال السياسي الديمقراطي.
وفي السياق، كان حزب العمال الكردستاني، قد أصدر بياناً رسمياً، الجمعة 9 من أيار، أعلن فيه عن اختتام أعمال مؤتمره الثاني عشر، الذي عُقد بشكل متزامن، في موقعين مختلفين بين 5 و7 من الشهر الجاري، بمشاركة مندوبين عن كافة ساحات عمله في تركيا وسوريا والعراق وإيران.
البيان، الذي نُشر عبر وسائل إعلام “كردية”، ونقلته شبكة “رووداو”، وصف مخرجات المؤتمر بـ”القرارات التاريخية”، مؤكداً أن الخطوات المقبلة للحزب “ستستند إلى رؤية قدمها زعيمه عبد الله أوجلان”، المعتقل في تركيا منذ عام 1999.
واعتبر الحزب أن دعوة أوجلان الأخيرة، مطلع العام الحاليّ، “شكّلت الإطار المرجعي الأساسي الذي انطلقت منه أعمال المؤتمر”.
وفي تطور لافت، كشفت ثلاث مصادر مطلعة على مجريات المؤتمر، نقلًا عن شبكة “رووداو”، أن الحزب يستعد لإعلان رسمي مرتقب خلال أيام، “سيتناول فيه إمكانية إلقاء السلاح وحلّ نفسه”.
وسبق أن دعا زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، أنصار حزبه المسلح إلى إلقاء السلاح، وحل المجموعة المسلحة، المدرجة على “لوائح الإرهاب”.
ووفق المصادر، فإن قيادة الحزب تعمل على وضع الصيغة النهائية لهذا الإعلان، مشيرةً إلى أن القرارات التي اتُخذت خلال المؤتمر تستند إلى دعوة مباشرة أطلقها أوجلان مطلع هذا العام، تدعو إلى مراجعة شاملة لاستراتيجية الحزب، في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية. ووصفت قيادة الحزب هذه الدعوة بأنها “أساس التحول التاريخي”، مؤكدة أن المؤتمر ناقش بعمق “الرؤية السياسية ومقترحات الحلول”.
وذكرت وسائل الإعلام أن قيادة “العمال الكردستاني” نشرت قرارات اجتماعات قيادتها والتي تمت بالفترة من 5 وحتى 7 مايو الجاري.
وكان أبرز تلك القرارات:
– حزب العمال الكردستاني يعلن رسميا حلّ نفسه، وانتهاء الصراع المسلّح، والتخلي عن السلاح.
– نؤمن بأنه من أجل تطوير الديمقراطية الكردية، فإن الأحزاب السياسية الكردية، ستقوم بما عليها من واجبات ومهام ومسؤوليات.
– نوجّه دعوة لتعزيز الأخوّة الكردية التركية.
– ندعو الجميع للمشاركة في مرحلة السلام الجديدة.
– ندعو إلى إعادة تأسيس وضبط العلاقات التركية- الكردية.
– شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر.
وتأكيدا على “إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK”، رأى المؤتمر أن “نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية”.
بدوره، علّق الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد الهواس على القرار، معتبراً أن إعلان حل الحزب يشكل نهاية حقيقية لتنظيم PKK العسكري، الذي ارتبط بنزاع مسلح دام نحو أربعة عقود وخلّف أكثر من 40 ألف قتيل، وتسبب بإراقة دماء في كل من تركيا والعراق وسوريا. وأشار الهواس إلى أن حل التنظيم سيتم عبر ثلاث مراحل، تتضمن خروج بعض القادة إلى الخارج، ومثول آخرين أمام المحاكم، مشدداً على أن القرار يشمل أيضاً فروع الحزب في الدول المجاورة، وليس فقط في تركيا.
من جهته، رحّب حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا بالقرار، واعتبره خطوة مهمة نحو تحقيق هدف “تركيا خالية من الإرهاب”. وقال المتحدث باسم الحزب عمر تشليك: “حل PKK وتسليم سلاحه بشكل كامل، بما يؤدي إلى إغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله غير القانونية، سيكون نقطة تحول حاسمة”، مؤكداً أن الحزب سيتابع تنفيذ القرار على الأرض بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية.
ويأتي هذا التطور في ظل تراجع الدعم الإقليمي والدولي للتنظيم، وهو ما دفع، وفق مراقبين، إلى اتخاذ هذا القرار المصيري في تاريخ الحركة الكردية المسلحة في المنطقة.
“العمال الكردستاني” يستعدّ لإعلان مصيري: إلقاء السلاح وحلّ التنظيم