أبو ظبي – تفاصيل برس (خاص)
علم موقع تفاصيل برس من مصدر خاص عن وصول لجنة فنية اليوم الأربعاء من أبو ظبي إلى العاصمة السورية دمشق لفحص مطار دمشق الدولي.
وأوضح المصدر (نتحفظّ عن ذكره بناءً على طلبه) أنّ السلطات في الإمارات أعطت الموافقة بتسيير الرحلات المباشرة من أبو ظبي ودبي إلى دمشق.
وأكّد المصدر لـ تفاصيل برس أن الرحلات قد تبدأ من يوم غدٍ الخميس بين الإمارات وسوريا.
الرئيس الشرع في الإمارات
وقام الرئيس السوري أحمد الشرع بأول زيارة رسمية له إلى الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يُشير إلى تحوّل في العلاقة المتطورة بين دمشق وأبو ظبي. وقد استقبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشرع، الذي تولى منصبه في يناير/كانون الثاني، في أبوظبي، في لفتة تعكس التعاون الدبلوماسي المتنامي بين البلدين.
خلال اللقاء رفيع المستوى الذي عُقد في قصر الشاطئ يوم الأحد، أكد الزعيمان التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية، وبحثا سبل توسيع التعاون في مختلف القطاعات. كما تناولت المناقشات القضايا الإقليمية وجهود إعادة الإعمار الجارية في سوريا. وأكد الرئيس الإماراتي دعم أبوظبي الثابت لسيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن استقرار وأمن سوريا يصب في مصلحة المنطقة بأكملها، مؤكداً أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في دعم سوريا خلال مرحلتها الانتقالية وعملية إعادة الإعمار.
من أهم نتائج الزيارة إعادة فتح الرحلات الجوية المدنية والتجارية رسميًا بين سوريا والإمارات العربية المتحدة، وهي خطوة ترمز إلى تطبيع العلاقات والتعاون العملي. كما أعلن البلدان عن عدة مبادرات اقتصادية قادمة تهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري المتضرر من الحرب.
أعرب الشرع عن امتنانه العميق للضيافة الإماراتية، واصفًا الزيارة بـ”المتميزة” وشهادة على “العلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة بين سورية والإمارات”. وفي رسالة شكر رسمية، كتب: “أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى المشاعر الأخوية الصادقة التي غمرني بها خلال هذه الزيارة”.
عقد من المد والجزر الدبلوماسي
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى التاريخ المضطرب بين سوريا والإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١١، عندما اندلعت الحرب الأهلية السورية إثر احتجاجات شعبية واسعة ضد نظام الأسد. ومثل العديد من دول الخليج، نأت الإمارات بنفسها في البداية عن دمشق ودعمت فصائل المعارضة في السنوات الأولى من الصراع.
مع ذلك، ابتداءً من عام ٢٠١٨، بدأت الإمارات العربية المتحدة بإعادة النظر في نهجها. ففي خطوة مثيرة للجدل واستراتيجية، أعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق، لتصبح من أوائل الدول العربية التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع حكومة الأسد. واعتُبرت هذه الخطوة على نطاق واسع جزءًا من جهد أوسع لموازنة النفوذين الإيراني والتركي في سوريا، وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال المشاركة بدلًا من العزلة.
منذ ذلك الحين، لعبت الإمارات العربية المتحدة دورًا دبلوماسيًا دقيقًا، داعيةً إلى إعادة انضمام سوريا إلى جامعة الدول العربية (وهو ما تحقق عام ٢٠٢٣)، ومؤيدةً لربط مساعدات إعادة الإعمار بالإصلاحات السياسية. ويبدو أن هذه الزيارة الأخيرة للشرع، الذي يُعتبر قائدًا أكثر براغماتيةً وميلًا نحو الأعمال التجارية من سلفه، تُعزز سياسة التطبيع الحذر.
الأعمال والاستثمار: تركيز متزايد
في إطار برنامج زيارته، عقد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اجتماعًا خاصًا مع كبار رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارات، بمن فيهم رائد الأعمال غسان عبود. ووفقًا لمصدر حضر الاجتماع وتحدث إلى “ميديا لاين”، ركز النقاش على الشراكات المحتملة بين القطاعين العام والخاص، وكيف يمكن للجالية السورية في الإمارات أن تساهم في إنعاش الاقتصاد السوري.
وفي حديثه وصف عبود اللقاء بأنه “مشجّع وبنّاء”، مضيفًا أن الشرع أعرب عن التزامه الواضح بالعمل الوثيق مع مجتمع الأعمال السوري في الخارج.
وأضاف عبود: “أكّد لنا المسار الإيجابي للعلاقات السورية الإماراتية، وتحدث بصراحة عن الدعم الذي يقدمه الشيخ محمد والقيادة الإماراتية”.
وتحدث الشيباني أيضًا أمام المجموعة، مؤكدًا أن السياسة الخارجية السورية الآن ترتكز على التواصل الاستراتيجي والدبلوماسية، مع التركيز على إعادة بناء التحالفات وتأمين التعافي الاقتصادي.
بينما تواصل سوريا مسيرتها الطويلة نحو التعافي، تُرسل زيارة الشرع إلى أبوظبي رسالةً قويةً مفادها أن سوريا مستعدةٌ لإعادة التواصل مع جيرانها العرب وإعادة تموضعها في النظام الإقليمي.
من جانبها، تبدو الإمارات العربية المتحدة مستعدةً للعب دورٍ محوريٍّ في عملية إعادة الاندماج هذه، مُوازِنةً بين الواقعية السياسية والتضامن الإقليمي.