وكالات – تفاصيل برس
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من العاصمة السعودية الرياض، عن قراره رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في خطوة وُصفت بأنها “غير مسبوقة” منذ اطلاق الثورة السورية عام 2011، مؤكداً أن إدارته اتخذت هذا القرار “لمنح سوريا فرصة رائعة لتحقيق السلام والاستقرار”.
وقال ترامب خلال كلمته، اليوم الثلاثاء: إن “سوريا عانت من بؤس شديد، ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال السلام والاستقرار، وقررت رفع العقوبات عن سوريا بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وتابع: “سوف آمر بإيقاف العقوبات ضد سوريا، كانت العقوبات أداة لمحاربة نظام الأسد، لكننا اليوم نسعى لتحقيق السلام ونمد يد العون والصداقة للجميع”.
وكشف ترامب عن أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري خلال الأسبوع الجاري، في خطوة تأتي ضمن مسار بناء العلاقات بين البلدين.
وقال “يسعدني الإعلان عن اجتماع وزير خارجيتنا مع وزير خارجية سوريا هذا الأسبوع، وهذه خطوات مدروسة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق”.
وشملت كلمة ترامب سلسلة تصريحات لافتة، تناولت الملفات الإقليمية والدولية، إذ تعهد بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، قائلاً: “إذا رفضت إيران توقيع صفقة فسنمارس أقصى درجات الضغط ونخفض صادراتها النفطية إلى الصفر”.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أشار إلى “ولادة شرق أوسط جديد” تقوده شعوب المنطقة، مثنياً على “التحولات المذهلة في السعودية ودبي والدوحة ومسقط”.
ووصف دول الخليج بأنها “ركيزة للاستقرار في المنطقة”، وقال إن: “اتفاقيات أبراهام كانت مذهلة وأتمنى أن تنضم السعودية إليها”.
وانتقد حزب الله واعتبر أن “لبنان كان ضحية له”، بينما أبدى دعمه لـ “الحكومة السورية الجديدة” وأمل في نجاحها.
وعن غزة، قال إن الشعب الفلسطيني “يستحق مستقبلاً أفضل”، مؤكداً استمرار الجهود لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب.
وفي معرض حديثه عن السياسة الامريكية، هاجم إدارة بايدن بشدة واعتبرها “الأسوأ في تاريخ البلاد”، مشيداً بإنجازاته الاقتصادية والعسكرية، ومشيراً إلى أن “الشركات تتدفق إلى الولايات المتحدة، وأبل وإنفيديا ستستثمران مئات المليارات”.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية عن مصادر دبلوماسية تأكيد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض، تزامناً مع زيارة ترامب. وتسعى السعودية لتنظيم لقاء مباشر بين الطرفين لمدة 45 دقيقة، على هامش القمة الخليجية الأميركية.
وبحسب المصادر، فإن البيت الأبيض لم يعلن رسمياً عن اللقاء بعد، إلا أن ترامب وافق “مبدئياً على منح الشرع وقتاً للاستماع”، ما يشير إلى تحول لافت في السياسة الأميركية تجاه دمشق.
ولي العهد السعودي: نعمل على تهيئة بيئة الاستقرار
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال كلمته، على أهمية تعميق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تهيئة بيئة إقليمية مستقرة ومزدهرة.
وقال محمد بن سلمان: “تجمعنا علاقات عميقة مع الولايات المتحدة الأميركية، ونعمل على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا”.
وأضاف أن المملكة تسعى لفرص شراكة بقيمة 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة في مختلف القطاعات، وتهدف إلى رفع هذه القيمة إلى تريليون دولار مستقبلاً.
كما لفت إلى أن نسبة البطالة في المملكة انخفضت إلى أدنى مستوياتها تاريخياً، مشيداً بالنمو السريع الذي يشهده اقتصاد المملكة.
تصريحات ولي العهد جاءت متزامنة مع إعلان ترامب بشأن سوريا، ما يعزز التقديرات بأن الرياض لعبت دوراً محورياً في دفع واشنطن لاتخاذ خطوة رفع العقوبات عن دمشق، تمهيداً لانفتاح سياسي ودبلوماسي جديد في المنطقة.